تأملت في حياتي قليلاً مفكراً في النهاية التي سيقودني اليها الطريق الذي بدأت السير فيه منذ عدة اشهر .
و في الحقيقية لم اشعر بالرضا . مما ادي الي ظهور ذلك التساؤال المعتاد
لماذا نحيا ؟
كثيراً ما حاولنا ايجاد اجابة مقنعة مشبعة لذلك الجوع الذي يعترينا دوماً الي ما لا نعرفه .
فماذا نريد من الحياة ؟ ما هي اهدافنا و طموحاتنا ؟ ..... و تتعدد الصيغ و يبقي مضمونها واحد .
ماذا تريد من الحياة او بمعني ادق ماذا تستطيع ان تأخذ منها ؟
و بالطبع لم و لن نتفق علي اجابة محددة فلكل منا اولوياته . الحب , المال , المركز , الشهرة , ......
و رغم التعدد و التنوع الا اننا جميعاً نريد نفس الشئ , الا و هو السعادة .
و لكننا نختلف حول مصدرها حول من اين تنبع و من اين سنستقي منها ؟ فكل الطرق قد تؤدي اليها و قد لا تؤدي ايضاَ .
فسألت نفسي ماذا اريد من الحياة ؟
و هكذا بدأت تحديد اولوياتي : وظيفة مريحة , معيناً نظيري , ...... و اريد ايضاَ ان لا اخسر ابديتي في رحلتي نحو اهدافي
, اريد ايضاً ان اربح الملكوت .
هذا هو ما اردد لنفسي دوماً و لكن تلك المرة توقفت , و كأن الله فتح عيناي لأبصر ما لم ابصره من قبل .
لم يعد الله الهدف الوحيد او حتي الهدف الاسمي . اصبح هدف ضمن اهداف , اصبح هو الاخر طريق قد يقودني الي السعادة و قد لا يقودني .
هكذا تعاملت معه و الا لما كنت طلبت السعادة من بقية الابار المشققة التي لم اجد فيها و لو مرة واحدة قطرة مياه تروي ظمأي الشديد .
لا استطيع ان اصف مقدار الخجل الذي انتابني .
نحن لا نقبل بحبيب او صديق يجعل منا خياراً ثانياً او يضعنا في المرتبة الثانية بعد اي شئ حتي لو كان بعد نفسه .
فما بالك بالله تبارك اسمه القدوس عندما نجعله لا حتي في المرتبة الثانية و لكن هدف بين اهداف , نسيت انني به و له قد خلقت .
و اخيراً اعدت ترتيب اولوياتي مرة اخري .
و اصبح الامر اقل تعقيداً و غموضاً عندما تحول السؤال من ماذا اريد من الحياة ؟ الي ماذا تريد يا رب مني ؟
فأجابته كانت اجمل من كل ما سمعته اذني من قبل . فقد قال لي : اريدك انت فقط .
لم يطلب شئ اخر معي . اكتشفت اني لست علي قمة اولوياته لكن انني في القائمة وحدي و لا اخر سواي .