[walaa farouk]

قالوا لي

.
قالوا لي: “حين تكبر، سيكون لديك الحرية أن تفعل ما تريد وما تشتهي!".

حين كبرتُ قلت لهم: “لقد تمرستُ على حرية تحدرت من السماء
، حرية ابن الله الذي يريد الخير للآخرين.
حرية مسؤولة لا تحابي الوجوه ولا تداهن الأغنياء.
وإذا تجردتْ النفس من أنانيتها، فستكون شهوتها السامية
هي الاتحاد بالله. وكما عاش سيدي العظيم يسوع في الفقر
، هكذا يجدر بي أن أعيش. وإذا عشتُ بغير هذ الحال
، فأنا لستُ بخادم الرب، بل خادم نفسي
، لأن محبة المال أصل كل الشرور".

قالوا لي: “حين تكبر، ستحظى باحترام الاخرين وتقديرهم"

حين كبرتُ، قلت لهم: “أي احترام تقصدون؟
لا تأتي الكرامة من تقدير الناس، بل تنبع من العمق.
فحين تنظر الى السماء، ستتشح نفسك بثياب العزة والكرامة الحقة. ان لاحترام الناس ثمن بهيض، يريدونك أن توافقهم في كل ما يفعلون،
كي تكسبهم الى صفك. ولكن بئس الحياة التي اطمر فيها الحقيقة
خوفاً من ايقاظ العقول الكسلانة. إنّ خادم الرب شجاع،
لا يستجدي استحسان الاخرين بل يقودهم الى مياه الراحة الإلهية
التي تسود فيها النعمة والعدالة والرحمة والمحبة المتفانية".

قالوا لي:" إدهن لسانك بمعسول الكلام، فهذا ما سيحقق آمالك"

حين كبرتُ قلتُ لهم: “اللسان المعسول لسان كاذب،
يتحرك ضمن أنفاق الزمان. أي آمال أطمع بها إذا حصلتَ على الله
في قلبي. ماذا أريد أكثر من ذلك؟ كل ما نحوكه في زوايا نفسنا المظلمة
، من خطط وتكتيكات قد تُوصلنا الى مبتغانا،
ستنتهي الى القبر من دون ثمار روحية ولا نضوج
. نحرق حياتنا في بوتقة الرغبات، ونخرج من هذا العالم بخُفّي حُنين
. لقد وهبنا الله الحياة كي ننمو في العمق، ونتجرد من كل أمر يمنعنا من الطيران في سماء الروح".


قالوا وقالوا وقالوا ... وفي النهاية
، تعلمتُ ألا أجيب عن أي سؤال أو استجواب دون حضور محاميّ الخاص "الروح القدس" في الجلسة، فقد سلمته قضيتي
وملف حياتي بكل تفاصيله. إنه يأتي اليَّ في صلاتي
كي يعلمني فن الغوص في بحر العالم دون الغرق
، لأني أتنفس من رئة الله.