عرض مشاركة واحدة
قديم 11 - 08 - 2023, 06:40 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,297

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مورا مرمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: برنامج في حب والدة الاله ج2 الحلقة الثانية

الفقرة الثالثة
(تأملات فى تسبحة العذراء مريم)


برنامج في حب والدة الاله ج2 الحلقة الثانية

انطلقت أليصابات تسبح، وانطلقت العذراء تسبح الله هي أيضًا. لقد تحولت الزيارة إلى مستوى تسبيح ملائكي،
يمجد الله ويعلن أسراره الفائقة. ونلاحظ أن الكتاب لم يقل عن العذراء مريم أنها امتلأت من الروح القدس كما قيل عن أليصابات،
لأن العذراء كانت قد امتلأت وظلت مملوءة، بل الله نفسه في أحشائها متجسدًا. أما أليصابات فحلول الروح القدس عليها كان وقتيًا، وحينما حل عليها تنبأت. ونلاحظ أنه كما كان العصيان والسقوط بامرأة، كان الخلاص بامرأة.

تعظم نفسي الرب= هل يزداد الله ويتعظم بتسبيح بشر؟! حاشا. ولكن إذ نتقدس تزداد صورة الرب بهاءً فينا،
وإذ نخطئ تصغر الصورة وتبهت. مريم هنا ترد تعظيم أليصابات لها إلى الله.

تبتهج روحي بالله مخلصي= فالعذراء تحتاج الخلاص كسائر البشر.

نظر إلى اتضاع أمته= لقد أدركت العذراء سر تمتعها بالنعمة الإلهية ألا وهو الاتضاع.
بينما أن عدو الخير قد خسر مركزه خلال الكبرياء.

جميع الأجيال تطوبني= العذراء أدركت عظم العطية التي نالتها وبسببها تطوبها الأجيال.
وها الكنيسة مملوءة تسابيحًا للعذراء مريم وفقًا لنبوءتها. فهي عذراء تجلى في حياتها عمل الله الخلاصي. نرى فيها نعمة الله الفائقة التي وهبت للبشرية.


صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ = الذراع هو إشارة للمسيح يسوع. وكان عمله وفداءه قويًا.

شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ =المستكبرين هم إبليس وجنوده، واليونان بفلاسفتهم، واليهود غير المؤمنين والرومان
بقوتهم الغاشمة.فإبليس هبط للذل والمسكنة، واليهود تشتتوا في العالم كله.

أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ.= الأعزاء من ملائكة أشرار وبشر أنزلهم الله من كبريائهم،
والفريسيون نزلوا من على كراسيهم. ورفع الله المؤمنين وأعطاهم سلطانًا أن يدوسوا الحيات والعقارب (لو19:10).

أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ = لقد استمتع اليهود قبل المسيح بشبع روحي من ناموس الله وشريعته
والهيكل وسطهم، وبسبب كبريائهم وحسدهم صاروا فارغين إذ رفضوا المسيح.
بينما الأمم الذين كانوا قبلًا فارغين وجياع أشبعهم المسيح إذ آمنوا.

عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ = بإرسال المسيا من نسل اليهود، وإسرائيل هنا ليست إسرائيل المتشامخة الرافضة للمسيح،
بل إسرائيل الروحي الذين هم نسل إبراهيم بالإيمان. وهناك قلة من اليهود قبلوا المسيح. وهناك قلة ستؤمن في الأيام الأخيرة. (عب16:2).

لِيَذْكُرَ رَحْمَةً = الله يذكر رحمته ويذكر مواعيده لإبراهيم. وذكر الرحمة هو أساس الفداء. ونلاحظ في (آية 49) أن العذراء تصف الله بالقدير والقدوس، وفي (آية 50) تصفه بالرحمة. فالقدير من مراحمه تجسد ليفدينا ويشتت الشياطين ويكسرهم.


شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص أنطونيوس فكري
  رد مع اقتباس