عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 09 - 2012, 09:10 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: خميس العهد " روحياً عقيدياً طقسياً "... للقمص مكسيموس وصفي

بستان الآلام والمجد


بعد العشاء وبعد ما رنموا وسبحوا (مت 26: 30) خرج المسيح وتلاميذه تاركا العلية إلى جبل الزيتون حيث يوجد بستان جسثيماني وهو عبر وادي قدرون شرق أورشليم.

لقد اقترب الوقت لكي تسقط حبة الحنطة لتموت (يو 12: 24)، وقد قاربت اللحظات التي سيسلم المسيح نفسه فيها لذلك أعطى التلاميذ ما لم يكن ممكنا أن يعطيه في السنوات الثلاث السابقة التي كان فيها معهم، فأعطاهم العطية الثمينة أغلى ما في الوجود وهي جسده ودمه الأقدسين وتحدث معهم بأسراره و قدم عنهم صلاة شفاعية، وفي هذه الليلة جثا في جهاد شديد ونفس حزينة، وعرق سكبه كقطرات دم كبيرة تتساقط على الأرض.



في البستان أطاع حتى الموت موت الصليب (لو 22: 39-46)، وفي البستان بدأت دينونة الخطية التي حملها ووضعت عليه وهو القدوس الذي لم يعرف خطية، في البستان ابتدأ يشرب كأس الموت وهو الحياة، في البستان اقتربت ساعة الظلمة وهو النور الحقيقي الآتي إلى العالم خرجوا عليه بسيوف وعصى إذ ربط الحمل وهرب التلاميذ، لم يكن معه أحد، لابد أن يدخل المعصرة وحده، حتى التلاميذ لم يستطيعوا أن يسهروا معه ساعة واحدة. جاء الوقت ليشرب الكأس حتى الثمالة " وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا " (1 يو 2: 92).

ولكنه بستان المجد أيضا إذ جاءه الصوت من السماء " مجدت وأمجد أيضا " (يو 12: 28) وكان الصوت من أجل التلاميذ لئلا يخوروا إذ يروه في الضعف فكان الصوت ليعلن عن مجده. وأنه بالضعف أظهر ما هو أعظم من القوة إذ بإرادته سكب نفسه للموت " لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن أخذها أيضا " (يو 10: 18).

وأعطى مجدا عظيما إذ هو كان واقف بين الجمهور الذين خرجوا عليه بمشاعل وسلاح سألهم من تطلبون؟ فسقطوا على وجوههم. وأي مجد أعظم من هذا إذ وهم آتين في شراسة وعنف يلقون عليه الأيدي إذ يظهر مجده وبكلمة واحدة خرجت من فمه سقطوا على وجوههم، وبينما يتجاسر العبد ملخس ويلطم سيده ويمد بطرس يده بسيفه ويقطع أذن العبد إذ بالسيد يبرئ أذن ملخس (لو 22: 51، يو 18: 10).

وإن كان بستان جسثيماني قد شهد لآلام المسيح فهو أيضا أظهر مجده.
  رد مع اقتباس