عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 09 - 2012, 06:38 PM
 
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

سؤال :



كيف يموت المسيح على الرغم من لاهوته ؟ هل الله يموت ؟ وهل موت المسيح كان ضعفاً ؟ ومن كان يدبر الكون أثناء موته ؟



الجواب :



إن الله لايموت . اللاهوت لا يموت .

ونحن نقول فى تسبحة الثلاث تقديسات " قدوس الله ، قدوس القوى ، قدوس الحى الذى لايموت " . ولكن السيد المسيح ليس لاهوتاً فقط ، إنما هو متحد بالناسوت . لقد أخذ ناسوتاً من نفس طبيعتنا البشرية ، دعي بسببه " إبن الإنسان " . وناسوته مكون من الجسد البشرى متحداً بروح بشرية ، بطبيعة مثل طبيعتنا قابلة للموت . ولكنها متحدة بالطبيعة الالهية بغير إنفصال ...

وعندما مات على الصليب إنما مات بالجسد ، بالناسوت .

وهذا ما نذكره فى صلاة الساعة التاسعة ، نحن نصل قائلين " يامن ذاق الموت بالجسد فى وقت الساعة التاسعة " ..

ومت المسيح لم يكن ضعفاً . ولم يكن ضد لاهوته .

لم يكن ضد لاهوته ، لأن اللاهوت حى بطبيعته لايموت ، كما أنه شاء لناسوته أن يموت كمحرقة سرور ، وأيضاً لفداء العالم .

ولم يكن موته ضعفاً ، للأسباب الآتية :

1- لم يكن موته ضعفاً وإنما حباً وبذلاً . وكما يقول الكتاب " ليس حب أعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه " " يو13:15" .

2- السيد المسيح تقدم إلى الموت باختياره ، فهو الذى بذل ذاته لكى يفدى البشرية من حكم الموت . وما أعظم قوله فى الدلالة على ذلك " أنا أضع ذاتى لآخذها أيضاً . ليس أحد يأخذها منى ، بل أضعها أنا من ذاتى . لى سطان أن أضعها ، ولى سلطان أن أخذها أيضاً " يو10 :18،17 " .

إن ضعف الإنسان العادى فى موته ، يتركز فى أمرين :

أ- أنه يموت على الرغم منه ، وليس له سلطان أن يهرب من الموت . أما المسيح فقد بذل ذاته ، دون أن يأخذها أحد منه .

ب- الإنسان العادى إذا مات ليس فى إمكانه أن يقوم إلا إذا أقامة الله . أما المسيح فقام من ذاته . وقال عن روحه " ولى سلطان أن آخذها أيضاً " . وهذا كلام يقال من مركز القوة وليس من مركز الضعف .

ومن دلائل قوة المسيح فى موته :

3- أنه فى صلبه وموته " إذا حجاب الهيكل قد انشق إلى إثنين من فوق إلى أسفل . والأرض تزلزلت ، والصخور تشققت ، والقبور تفتحت ، وقام كثير من أجساد القديسين " حتى أن قائد المائة الذى كان يحرسه خاف – بسبب هذه المعجزة – هو وجنوده وقالوا : حقاً كان هذا أبن الله " مت27 : 51-52 " .

4- دليل آخر ، أنه فى موته كان يعمل ، إذ فتح الفردوس وأدخل فيه أدم وباقى الأبرار ، واللص .

5- من دلائل قوته فى موته ، أنه بالموت داس الموت " 2تى10:1" " عب14:2" . وأصبح الموت حالياًَ مجرد قنطرة ذهبية يصل بها الناس إلى الحياة الأفصل . فيقول بولس الرسول " أين شوكتك ياموت " " 1كو55:15" .

من كان يدير الكون إذن أثناء موته ؟

لاهوته كان يدير الكون . اللاهوت الذى لايموت ، الذى لم يتأثر إطلاقاً بموت الجسد .. اللاهوت الموجود فى كل مكان ، الذى هو أيضاً فى السماء " يو13:3" .


من كتاب سنوات مع أسئلة الناس أسئلة لاهوتية وعقائدية " أ "

لقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث
رد مع اقتباس