
06 - 03 - 2023, 12:44 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
المعرفة والشركة مع الله
غاية المعرفة الاتحاد بالمحبوب أو المحبوبين، والشركة معه أو معهم. فلا نعجب إن قيل عن آدم أنه عرف حواء امرأته حين التصق بها، وصارت له شركة معها. ونحسب أصحاب معرفة إلهية حين نلتصق بالله، فنتمتع بالاتحاد معه، والشركة الحية العملية كأبناءٍ له.
* غالبًا ما تعني كلمة "يعرف" في الكتب المقدسة ليس بمعنى إدراكه أمرٍ ما، بل وجود علاقة شخصية بالشيء. فيسوع لم يعرف خطية، ليس لأنه لا يعرف عنها شيء، وإنما لأنه لم يرتكبها قط بنفسه. فمع كونه يشبهنا في كل طريق آخر إلا أنه لم يخطئ قط (عب 4: 15). بتقديم هذا المعنى لكلمة "يعرف" واضح أنه كل شخص يقول بأنه يعرف الله يلزمه أن يحفظ وصاياه، لأن الاثنين يسيران معًا.
* يعرف الرب من له، بمعنى أنه يتقبلهم في شركة قويَّة بسبب أعمالهم الصالحة .
* الله يعرف الذين هم له، بمعنى يعرفهم خلال أعمالهم الصالحة (في المسيح). إنه يقبلهم في شركة عميقة معه.
* الذين يهلكون لا يعرفون الله، وسينكر الله أنه يعرفهم، كما قال: "ابعدوا عني لأني لا أعرفكم" (مت 7: 23).
* انظروا إن كان الكتاب المقدس لم يقل أيضًا في موضع آخر إن الذين يتحدون مع شيءٍ ما ويصيرون معه واحدًا يعرفون هذا الذي صاروا معه واحدًا وانشغلوا به. قبل هذه الوحدة والشركة فإنهم حتى وإن أدركوا شروح قُدمت لهم عن الشيء فإنهم لا يعرفونه.
كمثال قال آدم عن حواء: "هذه الآن عظم من عظامي، ولحم من لحمي" (تك 2: 23)، فإنه لم يعرف زوجته، أما حين التصق بها قيل: "عرف آدم حواء امرأته" (تك 4: 1).
من يتعثر لأننا استخدمنا هذه العبارة: "عرف آدم حواء امرأته" كمثال لمعرفة الله ليأخذ في اعتباره أولًا: "هذا السرّ عظيم" (أف 5: 32)، بعد ذلك يقارن ما قوله الرسول عن الذكر والأنثى، فقد استخدم نفس اللغة الخاصة بالرجل مع الرب. "من التصق بزانية هو جسد واحد، وأما من التصق بالرب فهو روح واحد" (1 كو 6: 16 - 17). لذلك من يلتصق بزانية يعرف الزانية، ومن يلتصق بزوجته يعرف زوجته، ولكن بالأكثر من يلتصق بالرب يعرف الرب بطريقة مقدسة.
إن كان الأمر هكذا فإن الفريسيين لم يعرفوا الآب ولا الابن .
* إن كان أحد ما قادرًا أن يقدم حسابًا كاملًا عن الأمور الخاصة بالله، وقد تعلَّم من آبائه أنه وحده ينبغي له السجود، فإنه ما لم يسلك باستقامة يقول الكتاب عنه أنه لا يحمل معرفة الله.
إن كان أحد بالحقيقة يعرف الأمور الخاصة بالخالق وخدمته الكهنوتية فمن الواضح أن أبناء عالي الكاهن كان لهم هذا، إذ أنهم كانوا يقيمون في موضع العبادة. مع هذا إذ أخطأوا كُتب عنهم في سفر ملوك الأول: "وكان بنو عالي بني الهلاك، لم يعرفوا الرب" (راجع 1 صم 2: 12)...
يمكننا أن نجد نفس الشيء ليس فقط بخصوص أبناء عالي بل وبخصوص حكام أشرار في إسرائيل ويهوذا. هكذا أيضًا لم يعرف الفريسيون الآب، إذ لم يعيشوا حسب إرادة الخالق.
|