[Mary Naeem]

خادم الرب والكتاب المقدس



كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ،
للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً،
متأهباً لكل عملٍ صالح
( 2تي 3: 16 )




إن خادم الرب الأمين يقدم التعليم من المكتوب، يأخذ من الكتاب نفسه مادة تعليمه. إن كثيرين يفعلون مع الأسف كما يفعل العنكبوت، فينسجون خدماتهم من ذواتهم، وهذا خطأ. فمن كلام الله ينبغي أن نتكلم، ومن تعليم الله ينبغي أن نعلّم، ومن أقوال الله ينبغي أن نقول. ولكي نفعل ذلك بأمانة، ينبغي لنا أن ندرس المكتوب ونفتشه فهو نافع لكل شيء، وهو يعرفني من أين سقوطي وكيفية القيام. ثم هو نافع للتأديب الذي في البر، فهو يعرفني كيف أحتفظ باستقامة العيشة وسلامة التصرف وحياة التقوى ... والخادم الذي له المعرفة بالمكتوب هو بلا شك الخادم النافع لخدمة السيد رب المجد.

إننا لا نريد أن نختزن الكلمة في رؤوسنا بل نريدها أن تسكن في قلوبنا وتتسرب في كل كياننا حتى بذلك نسلك في الحق. ومع المكتوب سوف لا نحتاج إلى مبادئ الناس ونظرياتهم، مهما كان مركزهم. فالمكتوب فيه كل الكفاية ليجعلنا "نافعين" لخدمة سيدنا. كما أنه ليس من الصواب في شيء أن يحشر خادم الرب في خدمته معلومات أرضية ونظريات علمية فلسفية، ليس من شأنها أن تبني أو تنفع.

إن الناس يثقون في خادم الرب ويأتون إليه بمشاكل ومسائل، فإن كان الخادم يرشدهم بحلول من عندياته ومن نظريات الناس واستحساناتهم، فإنه سيتركهم في مكانهم من مشكلاتهم حيث هم في حيرتهم وظلامهم، أما إذا كان مُلماً بكلمة الله، مقدماً منها الجواب الإلهي على كل مسائلهم، فسوف تنفك العقدة من أمامهم وتنحل بسهولة كل مشاكلهم.

خذوا مثلاً الشاب الأمين تيموثاوس الذي يقول له بولس: "وأما أنت فاثبت على ما تعلَّمت وأيقنت، عارفاً ممن تعلمت. وأنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة، القادرة أن تحكمك للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع" ( 2تي 3: 14 ،15). لقد تعلم الكتاب بأمانة، وطبَّق الكتاب بأمانة. إن البذار التي زرعتها فيه أمه وجدته في الطفولة سقاها بولس في الشباب، فكانت بركة غنية بالثمر المقدس لشاب كتيموثاوس.