[walaa farouk]

«طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله».(يو٣٤:٤)
لا يوجد شيء في حياة الإنسان أهـم مـن أن يحيا بحسب مشيئة الله.
فأنت، إما أن تكون سائراً بحسب مشيئة الله، أو حسب مشيئة نفسك.
والله سوف لا يمنعك من أن تسير بحسب مشيئة نفسك إن كنت تريد ذلك وتصمم عليه، فهو يحترم حريتك.
ولكنه يدعوك بصوت أبوته قائلاً: «يا ابني لا تنس شريعتي بل ليحفظ قلبك وصاياي،
فإنها تزيدك طـول أيام وسني حياة وسلامة».(أم٢،١:٣). فقمة الأولويات في حياة الإنسان
هي أن يسير حسب مشيئة الله.
لقد خلقنا الله على صورته، ولا شك أن أحد معالم صورته هو أن نكون أحراراً
، كما أن أحد أهم معالم صورته أيضاً أن نكون مثله قديسين:
«كونوا قديسين لأني أنا قدوس».(١بط١٦:١؛ ولا٤٤:١١؛ ٢:١٩).
ويقول معلمنا بولس الرسول: «لأن هذه هي إرادة الله: قداستكم».(١تس٣:٤).
كما أن إرادة الله هي أن لا يهلك أحد، بل أن يقبل الجميع إلى التوبة (٢بط٩:٣).
إذن، فإن كان أحد يريد أن يعيش بحسب مشيئة الله فلابد أنه سوف يشتاق إلى القداسة
التي بدونها لن يرى أحد الله. وأول خطوة في طريق السير حسب مشيئة الله هي التوبة:
«توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات».(مت١٧:٤). والتوبة تقودنا إلى القداسة،
والقداسة هي انطباق صورتنا على صورة الله، وهذه هي الحياة الأبدية
كما قال الرب يسوع في صلاته الأخيرة للآب قبل تسليمه ذاته عنا:
«هذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك،
ويسوع المسيح الذي أرسلته».(يو٣:١٧).
إذن، فإن كنا عائشين حسب إرادة الله، فإن ذلك يقودنا إلى الحياة الأبدية،
أما إذا كانت حياتنا ليست حسب مشيئة الله فالنتيجة الحتمية هي هلاك أبدي
. لذلك يحذرنا بولس الرسول بتشديد قائلاً: «من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء،
بل فاهمين ما هي مشيئة الرب».(أف١٧:٥). فليس شيء، إذن، أكثر أهمية في حياة المسيحي
من أن يعرف مشيئة الله، ويحيا بموجبها في كل مجالات حياته الشخصية والعائلية
والمادية وطموحاته المستقبلية.
الراهب يوحنا المقاري