 
  
ميَّز القديس إكليمنضُس بين اللوغوس الإلهي كهادي Protrepticus ، وكمُربِّي وكمُعلِّم ،   فهو الهادي الذي يدعو الناس للخلاص ، وهو اللوغوس المُربِّي Paedagogus   الذي يحِث المؤمنين على الحياة الأفضل ويشفيهم من آلامهم مُمارِساً عمله   الروحي فيهم ، وهو اللوغوس المُعلِّم (7) الذي يُعلِّم الأُسُس العامة   ويشرحها مُفسِراً الرمزية لأنه المرموز إليه مُشتهى الأجيال . 
وبحسب   كلمات القديس نفسه فاللوغوس ” المُرشِد السماوي “ يُدعى الهادي عندما  يدعو  البشرية للخلاص .. لكنه إذ يعمل كطبيب أو مُربِّي يصير اسمه  المُربِّي .  فإنَّ النَّفْس المريضة تحتاج إلى مُربِّي يشفي آلامها . ثم  تحتاج إلى  المُعلِّم الذي يُعطيها الإدراك ( إعلان اللوغوس ) . هكذا إذ  يُريد اللوغوس  خلاصنا خطوة فخطوة يستخدِم وسيلة مُمتازة ، إنه في البِداية  يُهدي ، ثم  يُصلِح ، وأخيراً يُعلِّم (8) .
وبالرغم   من أنَّ البعض يرى أنَّ إكليمنضُس كان مُتأثِراً بالأفلاطونية الحديثة (   new – Platonism ) ، إلاَّ أنه وجَّه دعوة للوثنيين أن يتحوَّلوا ويهتدوا   خلال انصاتهم إلى اللوغوس الذي يُدعى (Protrepticus ) السيِّد الوحيد الذي   لا يدعونا فقط لنبذ الوثنية ، وإنما لنأخذ أيضاً استنارة روحية فعَّالة .