نظرة على التاريخ : ٤٠٠٠-٢٠٠٠ق.م. عُثر على فسيفساء من العصر البرونزي. وقد ذكر اسم شكيم للمرة الأولى في وثيقة مصرية تعود للسلالة الثانية عشرة (١٩٩١-١٧٨٠ق.م). واكتسبت المدينة أهمية ملحوظة زمن الهكسوس (١٧٠٠-١٦٠٠) وظهرت فيها الأبنية الكبرى ومنها الهيكل والقلعة والباب الذي ما زال بالإمكان مشاهدة آثارهما.
الحقبة الكتابية : كان لشكيم أهمية كبيرة في الكتاب المقدس خاصة في الفترة القديمة، فهي الموقع الكنعاني الأول الذي ذكره الكتاب المقدس وفيه بنى إبراهيم أول هيكل. تك ١٢، ٦ - إبراهيم القادم من الشمال عبر البلد جاء مكانا اسمه شكيم. كان يسكن في البلد في تلك الفترة الكنعانيون. فظهر الرب لإبراهيم وقال له: «سأعطي هذه الأرض لنسلك!» فبنى إبراهيم هيكلا للرب الذي تراءى له. تك ٣٣، ١٨ - عند عودته من بلاد ما بين النهرين وصل يعقوب مع زوجته وأبنائه سليما معافى إلى بلدة شكيم التي في بلاد الكنعانيين وأقام مقابل المدينة. واشترى من بني حَمور قطعة الأرض التي نصب فيها خيمته. وأقام فيها هيكلا أسماه إيل، إله إسرائيل. وحفر بئرا ليشرب هو وأبناءه وقطيعه. بعد سقوط الهكسوس دُمرت المدينة وهُجرت طيلة قرن من الزمان . يشوع ٨، ١٣ عند احتلال أرض الميعاد لم يذكر الكتاب المقدس أي عمل عسكري ضد شكيم. فبعد أن احتل أريحا والعيّ بنى هيكلا للرب في عيبال (شكيم) وهناك كتب شرائع الرب على الحجارة. يشوع ٢٤، ١ عندما استقر الشعب في أرض الميعاد، دعا يشوع الشعب إلى شكيم لتجديد العهد، وقال لهم: «فاختاروا لكم اليوم من تعبدون، إما الآلهة التي عبدها آباؤكم عبر النهر أو آلهة الأموريين الذين أنتم مقيمون بأرضهم! أما أنا وبيتي فنعبد الرب». فأجاب الشعب وقال: «حاشا لنا أن نترك الرب ونعبد آلهة أخرى... فنحن أيضا نعبد الرب لأنّه إلهنا».
جبلي عيبال وجريزيم : لا بد أنهما لعبا دورا هاما في تاريخ الشعب الإسرائيلي القديم. فإنهما يسيطران على شكيم وتمر بهما الطريق التي تؤدي إلى البحر الأبيض المتوسط وإلى شمال البلاد. بحسب سفر يشوع، هناك جدّد العهد وبحسب تثنية الاشتراع كان عليهم أن يجددوه كل سبع سنوات في عيد المظال الذي يذكر شعب إسرائيل بعبور الصحراء. سفر تثنية الاشتراع ١١، ٢٩ «فإذا أدخلك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لترثها، فاجعل البركة على جبل جريزيم واللعنة على جبل عيبال». كان الاحتفال عظيما حيث كانت الأسباط تنزل على مشارف الجبلين، ٦ على عيبال و٦ على جريزيم ويلفظ الكهنة البركات واللعنات. لا يزال السامريون يعتبرون جبل عيبال ملعونا وجريزيم جبل البركات.
بئر يعقوب : يذكر الكتاب المقدس أن يعقوب اشترى أرضا ولكنه لا يذكر بذرا. أما إنجيل يوحنا فيعتمد التقليد اليهودي والسامري اللذين يعينان البئر في سيخارة. وهو اليوم محل نقاش بين قرية عسكر عند أقدام جبل عيبال حيث النبع (بدون البئر) وبلاطة حيث يقوم البئر. حوار يسوع مع السامرية : يوحنا ٤، ٣-٣٠، ٣٩-٤٢ ترك يسوع اليهودية ورجع إلى الجليل. وكان عليه أن يمرّ بالسامرة. فوصل إلى مدينة في السامرة يقال لها سيخارة بالقرب من الأرض التي أعطاها يعقوب لابنه يوسف، وفيها بئر يعقوب. وكان يسوع قد تعب من المسير، فجلس دون تكلّف على حافة البئر. وكانت الساعة تقارب الظهر. فجاءت إمرأة من السامرة تستقي. فقال لها يسوع: «إسقيني». وكان التلاميذ قد مضوا إلى المدينة ليشتروا طعاما. فقالت له المرأة السامرية: «كيف تسألني أن أسقيك وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟» لأن اليهود لا يخالطون السامريين. أجابها يسوع: «لو كنت تعرفين عطاء الله ومن هو الذي يقول لك :إسقيني، لسألته أنت فأعطاك ماءً حيّا». قالت له المرأة: «يا رب، لا دلو عندك، والبئر عميقة، فمن أين لك الماء الحي؟ هل أنت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر، وشرب منها هو وبنوه وماشيته؟» أجابها يسوع: «كلّ من يشرب من هذا الماء يعطش ثانية وأمّا الذي يشرب من الماء الذي أعطيه أنا إياه فلن يعطش أبدا، بل الماء الذي أعطيه إياه يصير فيه عين ماء يتفجر حياة أبدية». قالت له المرأة: «يا رب، أعطني هذا الماء، لكي لا أعطش فأعود إلى الاستقاء من هنا». قال لها: «إذهبي فادعي زوجك، وارجعي إلى ههنا». أجابت المرأة: «ليس لي زوج». فقال لها يسوع: «أصبت إذ قلت: ليس لي زوج. فقد كان لك خمسة أزواج، والذي عندك الآن ليس بزوجك، لقد صدقت في ذلك». قالت المرأة: «يا رب، أرى أنّك نبي. تعبّد آباؤنا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إنّ المكان الذي فيه يجب التعبّد هو في أورشليم». قال لها يسوع: «صدّقيني أيّتها المرأة تأتي ساعة فيها تعبدون الآب لا في هذا الجبل ولا في أورشليم. أنتم تعبدون ما لا تعلمون ونحن نعبد ما نعلم لأنّ الخلاص يأتي من اليهود ولكن تأتي ساعة - وقد حضرت الآن - فيها العباد الصادقون يعبدون الآب بالروح والحق فمثل أولئك العباد يريد الآب. إنّ اللّه روح فعلى العباد أن يعبدوا بالروح والحق». قالت له المرأة: «إنّي أعلم أنّ المشيح آت، وهو الذي يقال له المسيح، وإذا أتى، أخبرنا بكلّ شيء». قال لها يسوع: «أنا هو، أنا الذي يكلمك». ووصل عندئذ تلاميذه، فعجبوا من أنّه يكلم امرأة، ولكن لم يقل أحد منهم: «ماذا تريد؟» أو «لماذا تكلّمها؟». فتركت المرأة جرّتها، وذهبت إلى المدينة فقالت للناس: «هلمّوا فانظروا رجلا قال لي كلّ ما فعلت. أتراه المسيح؟» فخرجوا من المدينة وساروا إليه... فآمن به عدد كثير من سامريي تلك المدينة عن كلام المرأة التي كانت تشهد فتقول: «إنّه قال لي كلّ ما فعلت». فلمّا وصل إليه السامريون سألوه أن يقيم عندهم، فأقام هناك يومين. فآمن منهم عدد أكبر كثيرا عن كلامه، وقالوا للمرأة: «لا نؤمن الآن عن قولك، فقد سمعناه نحن وعلمنا أنّه مخلص العالم حقّا». قبر يوسف : تك ٥٠، ٢٥ - بينما كان يوسف على فراش الموت جعل ابناء اسرائيل يحلفون أنهم متى عادوا إلى أرض الميعاد أخذوا معهم عظامه ليدفنوها هناك. يشوع ٢٤، ٣٢ - عندما استولى العبرانيون على أرض الميعاد دفن العبرانيون عظام يوسف التي أحضروها معهم من مصر في شكيم في ذلك الجزء من الجبل الذي كان يعقوب قد اشتراه من أبناء حمور والتي ورثها منه أحفاد يوسف. أعمال ٧، ١٦ - من المثير للاهتمام أن القديس اسطفانوس في حديثه الختامي قبل استشهاده يجعل في شكيم قبر يوسف والآباء إبراهيم ويعقوب متبعا في ذلك تقليدا غير كتابي ولربما كان تقليدا سامريا. موقع القبر اليوم يبعد عن البئر كيلومترا واحدا ويتجاوب مع وصف الكتاب المقدس وتشهد له التقاليد.عام ٤٥١ أمر الامبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني بجمع رفات الآباء. وتقول الروايات أنهم عثروا على مدفن من الرخام وجدوا فيه بقايا يوسف وحملوا الرفات إلى القسطنطينية باحتفال مهيب.
حوار يسوع مع السامرية : يوحنا ٤، ٣-٣٠، ٣٩-٤٢ ترك يسوع اليهودية ورجع إلى الجليل. وكان عليه أن يمرّ بالسامرة. فوصل إلى مدينة في السامرة يقال لها سيخارة بالقرب من الأرض التي أعطاها يعقوب لابنه يوسف، وفيها بئر يعقوب. وكان يسوع قد تعب من المسير، فجلس دون تكلّف على حافة البئر. وكانت الساعة تقارب الظهر. فجاءت إمرأة من السامرة تستقي. فقال لها يسوع: «إسقيني». وكان التلاميذ قد مضوا إلى المدينة ليشتروا طعاما. فقالت له المرأة السامرية: «كيف تسألني أن أسقيك وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟» لأن اليهود لا يخالطون السامريين. أجابها يسوع: «لو كنت تعرفين عطاء الله ومن هو الذي يقول لك :إسقيني، لسألته أنت فأعطاك ماءً حيّا». قالت له المرأة: «يا رب، لا دلو عندك، والبئر عميقة، فمن أين لك الماء الحي؟ هل أنت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر، وشرب منها هو وبنوه وماشيته؟» أجابها يسوع: «كلّ من يشرب من هذا الماء يعطش ثانية وأمّا الذي يشرب من الماء الذي أعطيه أنا إياه فلن يعطش أبدا، بل الماء الذي أعطيه إياه يصير فيه عين ماء يتفجر حياة أبدية». قالت له المرأة: «يا رب، أعطني هذا الماء، لكي لا أعطش فأعود إلى الاستقاء من هنا». قال لها: «إذهبي فادعي زوجك، وارجعي إلى ههنا». أجابت المرأة: «ليس لي زوج». فقال لها يسوع: «أصبت إذ قلت: ليس لي زوج. فقد كان لك خمسة أزواج، والذي عندك الآن ليس بزوجك، لقد صدقت في ذلك». قالت المرأة: «يا رب، أرى أنّك نبي. تعبّد آباؤنا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إنّ المكان الذي فيه يجب التعبّد هو في أورشليم». قال لها يسوع: «صدّقيني أيّتها المرأة تأتي ساعة فيها تعبدون الآب لا في هذا الجبل ولا في أورشليم. أنتم تعبدون ما لا تعلمون ونحن نعبد ما نعلم لأنّ الخلاص يأتي من اليهود ولكن تأتي ساعة - وقد حضرت الآن - فيها العباد الصادقون يعبدون الآب بالروح والحق فمثل أولئك العباد يريد الآب. إنّ اللّه روح فعلى العباد أن يعبدوا بالروح والحق». قالت له المرأة: «إنّي أعلم أنّ المشيح آت، وهو الذي يقال له المسيح، وإذا أتى، أخبرنا بكلّ شيء». قال لها يسوع: «أنا هو، أنا الذي يكلمك». ووصل عندئذ تلاميذه، فعجبوا من أنّه يكلم امرأة، ولكن لم يقل أحد منهم: «ماذا تريد؟» أو «لماذا تكلّمها؟». فتركت المرأة جرّتها، وذهبت إلى المدينة فقالت للناس: «هلمّوا فانظروا رجلا قال لي كلّ ما فعلت. أتراه المسيح؟» فخرجوا من المدينة وساروا إليه... فآمن به عدد كثير من سامريي تلك المدينة عن كلام المرأة التي كانت تشهد فتقول: «إنّه قال لي كلّ ما فعلت». فلمّا وصل إليه السامريون سألوه أن يقيم عندهم، فأقام هناك يومين. فآمن منهم عدد أكبر كثيرا عن كلامه، وقالوا للمرأة: «لا نؤمن الآن عن قولك، فقد سمعناه نحن وعلمنا أنّه مخلص العالم حقّا».
قبر يوسف : تك ٥٠، ٢٥ - بينما كان يوسف على فراش الموت جعل ابناء اسرائيل يحلفون أنهم متى عادوا إلى أرض الميعاد أخذوا معهم عظامه ليدفنوها هناك. يشوع ٢٤، ٣٢ - عندما استولى العبرانيون على أرض الميعاد دفن العبرانيون عظام يوسف التي أحضروها معهم من مصر في شكيم في ذلك الجزء من الجبل الذي كان يعقوب قد اشتراه من أبناء حمور والتي ورثها منه أحفاد يوسف. أعمال ٧، ١٦ - من المثير للاهتمام أن القديس اسطفانوس في حديثه الختامي قبل استشهاده يجعل في شكيم قبر يوسف والآباء إبراهيم ويعقوب متبعا في ذلك تقليدا غير كتابي ولربما كان تقليدا سامريا. موقع القبر اليوم يبعد عن البئر كيلومترا واحدا ويتجاوب مع وصف الكتاب المقدس وتشهد له التقاليد.عام ٤٥١ أمر الامبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني بجمع رفات الآباء. وتقول الروايات أنهم عثروا على مدفن من الرخام وجدوا فيه بقايا يوسف وحملوا الرفات إلى القسطنطينية باحتفال مهيب.