الموضوع
:
فداء الأبكار
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
15 - 12 - 2021, 12:26 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,319,990
فداء الأبكار
فداء الأبكار
«كل بكر حمار تفديهِ بشاةٍ. وإن لم تفدهِ فتكسر عُنُقهُ.
وكل بكر إنسان من أولادك تفديهِ»
( خروج 13: 13 )
كان الملاك المُهلك قد اجتاز في أرض مصر وأهلك كل بكر فيها. أما أبكار إسرائيل فقد نجوا بموت الخروف الذي تعيَّن فدية من الله. وبما أنهم خلصوا بدم الخروف، فقد وجَب عليهم أن يُكرِّسوا حياتهم المفدية لمَن فداهم بالدم، لأن حياتهم الجديدة التي صارت لهم الآن إنما هي حياة الفداء. ونعمة الله وحدها هي التي جعلت لهم وجودًا ووهبَتهم حياة أمامه تعالى. ولم يكن هناك محل للافتخار، لأنهم من جهة الاستحقاق أو الكفاءة نجدهم في هذا الأصحاح قد وُضعوا في مستوى واحد مع البهائم والحيوانات النجسة «كل بكر حمار تَفديه بشاة. وإن لم تَفْدهِ فتكسر عُنُقَهُ. وكل بكر إنسان من أولادك تفديه» (ع13). ومعلوم أنه كانت توجد حيوانات طاهـرة وحيوانات غير طاهرة، وها هو الإنسان قد وُضع في صف الحيوانات غير الطاهرة. والشاة هي فدية الحيوان غير الطاهـر الذي إذا لم يُفدَ تُكسَر عنقه. وهكذا وضع الإنسان غير المفدي في مستوى الحيوان النجس، بل في مستوى أذل الحيوانات وأبشعها منظرًا.
ما أحط هذه الصورة التي كان يجب أن تخفض من كبرياء الإنسان وتضعه في التراب! يا ليت قلوبنا تتعمق أكثر في فهم الحقيقة المذلَّة لنا في حالتنا الطبيعية، لكي نزداد فرحًا وسرورًا بامتيازنا الجديد، إذ أصبحنا مُغتسلين في دم الحَمَل من كل نجاستنا التي دُفنت في ذلك القبر الذي ضم بديلنا المبارك، ونُسيَت إلى الأبد.
والمسيح كان هو الحَمَل الطاهـر الذي بلا عيب. ونحن كنا نجسين، ولكن تبارك اسم ربنا المعبود إلى الأبد فقد أخذ بنفسه مركزنا الدنس، وعلى الصليب جُعل خطية لأجلنا واعتبره الله كذلك هناك. وما كنا نستحقه قد وقع عليه، وما كنا سنحتمله حتمًا إلى الأبد قد احتمله في جسده على الخشبة، فقد أخذ ما لنا هناك ليكون لنا تمتع بما له إلى الأبد، نال استحقاقنا لكي ننال نحن استحقاقه.
أخـذ القدوس مرة مقام النجسين لكي يُصبح النجسون أطهارًا إلى الأبد. ومع أننا بحسب الطبيعة كنا في مقام ذلك الحمار المكسور الرقبة، إلا أننا أصبحنا في مقام المسيح المُقام والممجَّـد عن يمين الله الآن في السماء. وما أبعد الفرق وأغرب المُباينة! حقًا أن ذلك يضع مجد الإنسان ويدفن كبرياءه في التراب ويعظِّم غنى نعمة الله الفدائية ومحبته الكاملة. وأمام هذا الحق يمتلئ فم المفدي بترنيمة المدح لله وللحَمَل، ويغني كل أجيال الدهور مُفاخـرًا بالنعمة.
.
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem