الإيمانُ يقلبُ مفهومَ الشَّيخوخة البشريِّ كما يقلبُ مفهومَ كلِّ جانِبٍ من حياتِنا الأرضيَّة هذه. علينا أَلاَّ نخافَ من الموتِ الجسدِيِّ بل من الخطيئة. لذا، نُداوِمُ في صلاتِنا على القول: “أَنْ نُتَمِّمَ بقيَّةَ زمانِ حياتِنا بسلامٍ وتوبة”.
الشَّيخوخةُ مرحلةٌ للنُّمُوِّ، للتَّقَدُّمِ: “إنْ كانَ إنسانَنا الخارجيّ يفنَى فالداخِلُ يتجدَّدَ يومًا فيومًا” (4: 16).
“تدهنني في شيخوختي بالدَّهْنِ الشَّهِيِّ… الصِّدِّيقُون في بيت الرَّبِّ وفي ساحات
إِلهِنَا يُزْهِرُونَ وفي شيخوختِهِم يُشْرِقُون” (مزمور 91: 12-14).
يقول القدّيس يوحنَّا الذَّهبيِّ الفم: إِبْتَهِجْ واقْفِزْ من الفرح إِنْ ظَهَرَتْ لكَ شعرةٌ رماديَّة جديدة، شعرةُ الـمَشِيب. ويقول القدّيس كوزما الإيتولي: “مِنَ الطَّبيعِيِّ للشَّيخ أَنْ يَقْتَنِي لِحْيَةً بيضاء. عندما تنمو السَّنابِلُ وتصبحُ بيضاءَ ماذا يعني ذلك سوى الحصاد”.
+ أفرام مطران طرابلس والكورة وتوابعهما