عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 12 - 2021, 09:37 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مهاجمةسفر نشيد الأنشاد


4- يصف السفر مباهج الحياة الروحية ويشبهها بمباهج الحياة الزوجية، ولا خطأ في الجنس الذي هو داخل إطار الزواج، فقد خلق الله حواء لآدم بعد أن قال: "ليس جيدًا أن يكون آدم وحده" (تكوين 2:18). ويقول الحكيم: "افرح بامرأة شبابك" (أمثال 5:18 و19). وقد حذَّر الرسول بولس المؤمنين من التعاليم الخاطئة للذين يرفضون الزواج، ثم قال: "لأن كل خليقة الله جيدة، ولا يُرفَض شيء إذا أُخِذ مع الشكر" (1 تيموثاوس 4:3 و4). "الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتُّع" (1 تيموثاوس 6:17). وقال كاتب رسالة العبرانيين: "ليكن الزواج مكرَّمًا عند كل واحد، والمضجع غير نجس. وأما العاهرون والزناة فسيدينهم الله" (عبرانيين 13:4) (اقرأ المزيد حول هذا الأمر هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الكتب). لقد وضع الله الغريزة الجنسية في الناس، وقال الوحي: "لسبب الزنا، ليكن لكل واحد امرأته، وليكن لكل واحدة رجلها. ليوفِ الرجل المرأة حقَّها الواجب، وكذلك المرأة أيضًا الرجل" (1 كورنثوس 7:2 و3).

5- إن كان الكتاب المقدس قد تم تحريفه كما ينادي بعض الأخوة المسلمون، فكان بالأولى بنا أن نقوم بتنقيحه وتعديله وإلغاء ما قد يُساء فهمه من البسطاء أو أصحاب الديانات الأخرى! وكنا سنقوم بمسح السفر أو تعديله!!! ولكن وجود هذا السفر في الكتاب المقدس يؤكد عدم تحريف الكتاب المقدس، لأنه صمد ضد رغبات الجهال غير المؤمنين الذين نادوا بأنه سفر غير إلهي.

6- بعض المسلمون عندما يقرأون الكتاب المقدس، يقرأونه بهدف نقده بالدرجة الأولى، وليس من أجل المعرفة أو الفهم.. فهذه النقطة تقف حاجزًا أمامهم في فهم الكتب المقدسة. ومن الأقوال المأثورة "إن أنصاف المتعلمين أخطر من الجهلة"!

7- لو ادّعى أحد الغربيين هذه الدعوى والهجوم على لغة سفر النشيد لعذرناه لجهله باصطلاحات أصحاب السلوك، بخلاف الشرقي الذي تواترت عنده القصائد العربية والإسلامية لشعراء مثل محيي الدين بن العربي، وقصائد ابن الفارض وغيرهما، فإن قصائدهم في العشق الإلهي أشهر من أن تُذكر.

8- ربما يكون هناك اختلاف في مفهوم الوحي والتنزيل ما بين الإسلام والمسيحية.. فكلام الله في المسيحية هو كل الوحي الإلهي، بغض النظر عن قائله، وعن طريقة قوله، أو اختلاف الثقافات عبر الأجيال.

9- نقطة العصمة للقرآن أو عصمة الأنبياء وغيره في الإسلام، مختلفة عن عصمة الكتاب المقدس أو الأنبياء.. ففي المسيحية العصمة لله وحده! ولا يوجد بشر معصوم من الخطأ.. حتى ولو كان نبيًا.. وقد أوضحنا في هذا المقال بموقع الأنبا تكلاهيمانوت أنه توجد أخطاء لأنبياء مذكورة في كتاب القرآن. فيصطدم المسلم عندما يسمع أن الكتاب المقدس قد نسب خطايا لأنبياء.

10- ولا ننسى أيضًا أن القرآن يتحدث عن أمور مادية في الله، وذلك لتقريب الصورة للإنسان..

فنرى في القرآن أن الله قريب جدًا من الإنسان؛ لذلك يقول: "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" (سورة ق 16)، "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ" (سورة المجادلة 70)، "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (سورة البقرة 153)، "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ" (سورة البقرة 186).

فإن كان الله قريب للإنسان بهذه الصورة، أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد، فما المانع من تجسده في شكل إنسان من أجل خلاص الإنسان..؟!

ولاحظ كذلك نسبة الأعضاء الجسدية والمشاعر الإنسانية لله: القرآن ينسب لله الأعضاء الجسدية، فمثلًا:

أ - ينسب لله وجه: "وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ" الرحمن 27، "كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ" (سورة القصص 88).

ب- ينسب لله يد: "إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ" (سورة الفتح 10).

ج- ينسب لله جنب: "أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ" (سورة الزمر 56).

د - ينسب لله عين: "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا" (سورة الطور 48).

هـ- ينسب لله المشاعر الإنسانية: مثل الحسرة والنسيان والمكر والغضب "يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ..." (سورة يس 3)، "نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ..." (سورة التوبة 67)، "إِنَّا نَسِينَاكُمْ..." (سورة السجدة 14)، "وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (سورة آل عمران 54)، "وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ" (سورة الفتح 60). وفي صحيح البخاري ينسب لله الضحك على آخر رجل يبقى في النار الذي يقول "لا تجعلني أشقى خلقك فيضحك الله عز وجل منه"..

11- نرى في القرآن والأحاديث أيضًا يتحدث عن "عرش الله"، وبالطبع الله لا يحده مكان... فيقول: "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" (سورة طه 5). و"دار الله": جاء في الحديث عن الرسول "إن المؤمنين حين يتشفعون ربهم يوم القيامة يأتون إلىَّ. فانطلق فاستأذن على ربي في داره فيؤذن لي. فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدًا " (صحيح البخاري 4: 18)... إلخ.

كل هذا لتقريب الصورة للبشر.. ليس بالطبع لله يد أو عرش أو وجه أو هذه الأشياء المادية المذكورة في القرآن أو في الكتاب المقدس، ولكنها فقط لتقريب المعنى للآذان والمفاهيم البشرية القاصرة عن طريق التشبيه..

ومن الجدير بالذكر أنه بسبب روعة وجمال وسمو هذا السفر، قد نشره الكاتب المصري توفيق الحكيم عام 1940، ووضع له مقدمة يتغنّى به وبسموّه ورِفْعَة معانيه..

كل هذا وذلك يوضح الخطأ في أن يحاول المتدين بدين معين، أن يحكم على دين آخر من خلال تصوُّرات دينه له!
  رد مع اقتباس