عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 12 - 2021, 03:31 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هي الأدلة التي ساقها الغلام ميرزا أحمد القواداني وأحمد ديدات على عدم موت المسيح وقيامته، والر

6ـ يدّعي كل من غلام أحمد وأحمد ديدات أن اللَّه استجاب لصلوات يسوع في البستان وخلَّصه من الموت، فقال غلام: "إن المسيح الناصري عندما تلقّى الخبر بإلقاء القبض عليه ظل يتضرّع في حضرة اللَّه ساجدًا باكيًا ومبتهلًا طوال الليل، وكان من اللازم أن يُستجاب ذلك التضرُّع والابتهال الذي أُتيح له وقت طويل، لأن سؤال المقرّبين.. لا يُرد أبدًا.. ويتبين من الإنجيل أن المسيح كان واثقًا من استجابة دعائه.. إن المسيح كان متأكدًا من صميم فؤاده أن دُعاه لن يضيع أبدًا. لقد علَّم المسيح حواريه قائلًا: ادعوا اللَّه يستجيب لكم.. لذلك فإن رفض دُعاء المسيح لنفسه أمر كان له تأثير قبيح في نفوس الحواريين.. لأنهم رأوا بأعينهم أن دُعاء نبي مقدَّس مثل المسيح الذي ظل يدعو طوال الليل ذهب أدراج الرياح، الأمر الذي كـان يدفعهم نحو ابتلاء عظيم، ولذلك كان من مقتضى رحمة اللَّه أن يُستجاب دعاؤه بالتأكيد" (المسيح الناصري في الهند ص 34، 35 ـ د. فريز صموئيل ـ قبر المسيح في كشمير).

ويؤكد أحمد ديدات على نفس المعنى قائلًا: "هل أجاب اللَّه دعاء عيسى عليه السلام؟ كان قد تضرّع إلى الآب المُحبّ في السماء طالبًا للنجدة مع البكاء بالدموع {وإذا كان في جهَادٍ كان يُصَلّي بأشدَّ لجاجةٍ، وصار عَرَقُهُ كقطرات دم نازلَة على الأرض} (لو 22: 44).. مثل هذه الصلوات النابعة من القلب، ومثل هذه الصيحات المخضبة بالدماء، ومثل هذه اللوعة، ومثل ذلك الأسى، تكاد تنادي اللَّه فوق عرشه أن تحل عنايته.

ويستجيب اللَّه لدعاء يسوع: يؤكد القديس بولس، أن الدعاء لم يقع على آذان صماء {الذي في أيام جَسَدهِ، إذ قدَّم بصراخ شديد ودموع طلباتٍ وتضرُّعات للقادِر أن يُخلّصه من الموت، وسُمِع له من أجل تقواه} (العبرانيين 5: 7).

ماذا يعني قوله "وسُمِع له؟ أيعني أن اللَّه قد قبل دعاءه. إن اللَّه جلّت قدرته هو السميع دومًا. لقد سَمِع (أي أنه أستجاب) لدعوات يسوع كما سمع (واستجاب) لدعوات أبيه إبراهيم عليه السلام.. وزكريا أيضًا ـعليه السلامـ دعا اللَّه في سن متقدّمة أن يهبه غلامًا، وسَمَع اللَّه دعاءه (استجاب له) ووُلِد له يوحنا المعمدان (سيدنا يحيى عليه السلام) والآن ها هوذا يسوع يجأر بالدعاء طلبًا للنجاة "وقد سَمع اللَّه" (أي استجاب لدعائه)"(251).

تعليق: أ ـ إن السيد المسيح تضرَّع للَّه أن يخلّصه من أهوال الصليب، لأنه لبس طبيعتنا البشرية التي لا تحب الألم ولا العار ولا الخيانة.. إلخ، كما أن صلاته هذه تُعبِّر عن حقيقة الآلام النفسية الواقعة على الناسوت، لأنه شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها، والسيد المسيح لم يسمح للاهوته أن يخفف الآلام عن ناسوته، فكل الآلام النفسية والجسدية كانت محسوسة لديه، ورغب لو أن هذه الكأس التي تجمَّعت فيها كل خطايا العالم المتشابكة تعبر عنه، إذ كيف يحمل القدوس الطاهر عقاب كل هذه الخطايا في جسده؟! ومع إن رغبته كانت الخلاص من الصليب بأهواله ولكن إرادته شاءت أن يحمل الصليب لأنه لأجل هذه الساعة قد جاء، ويصوَّر الدكتور القس إبراهيم سعيد موقف السيد المسيح في البستان قائلًا: "صراعًا نفسيًا اجتـازه المسيح فخرج منه ظافرًا. عندما رأى الصليب ماثلًا أمامه، أحست نفسه الإنسانية بقشعريرة، لكن روحه الإلهية ظلت مثبّتة وجهها شطر الصليب، فكان الفـادي بين عاملين: فهل يستسلم لهزّة نفسه الإنسانية ويقول: أيها الآب نجّني من هذه الساعة؟ كلاَّ. لأنه إنما لأجل هذه الساعة قد جاء. أم يغض عن إحساس النفس البشريـة ويصغي إلى إحياء روحه الإلهية فيقول: أيها الآب مجّد أسمك، وهذا ما فعله المسيح هنا وفيه كمال الظفر والفوز" (شرح بشارة يوحنا ص 538 ـ 539)(252).

ب ـ قال بولس الرسول: "الذي في أيام جسَدَهِ، إذ قدَّم بصُراخ شديد ودمُوع طَلِبَات وتضرُّعات للقادر أن يُخَلِّصه من الموت وسُمِع له من أجل تقوَاه. مع كونِهِ ابنًا تعلَّم الطاعة ممّا تألَّم به. وإذ كُمِّل صار لجميع الذين يُطِيعُونه، سبب خلاص أبدي" (عب 5: 7 – 9) والذي يتأمل في النص جيدًا يجد أن السيد المسيح لم يطلب أن لا يموت، إنما طلب الخلاص من الموت "للقادر أن يخلّصه من الموت".. وكيف يتم الخلاص من الموت بعد وقوعه؟ بلا شك بالقيامة، وهذا ما أكّده بولس الرسول بقوله: "وسُمِع له من أجل تقواه" فهو بهذا يقرُّ حقيقة القيامة.

ج ـ الدليل على أن السيد المسيح جاز في الموت هو حديث بولس الرسول عن آلامه "مما تألَّم به" وهو يقصد آلام الصليب التي جاز فيها، وأيضًا يقول بولس الرسول عن السيد المسيح "صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي".. فكيف؟ بموته على الصليب نيابة عن الجميع.

د ـ ماذا يقصد بولس الرسول من قوله عن السيد المسيح أنه "كُمّل"؟ يقصد أنه جـاز الآلام حتى نهايتها.. إلى الموت "لأنه لاقَ بذاك الذي من أجلِهِ الكلُّ وبه الكلُّ، وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد، أن يُكمِّل رئيس خلاصِهم بالآلام" (عب 2: 10).

هـ - أكّد بولس الرسول قصده هذا في نفس الرسالة فقال: "ولكن الذي وُضِع قليلًا عن الملائكة، يسوع، نراه مكلَّلًا بالمَجد والكرامة، من أجل ألَم الموت، لكي يذُوق بنعمة اللَّه الموت لأجل كل واحد" (عب 2: 9) "وإله السّلام الذي أقَام من الأموات راعِي الخِرَاف العظيم، ربَّنا يسوع، بدم العهد الأبديّ" (عب 13: 20) وتحدّث أيضًا عن قوة دم المسيح قائلًا: "فإذ لنا أيها الإخوَةُ ثِقة بالدُّخول إلى الأقدَاس بدم يسوع" (عب 10: 19).. "وإلى وسِيطِ العَهد الجديد، يسوع، وإلى دَم رَشٍّ يتكلَّمُ أفضَلَ من هابيل" (عب 12: 24) (راجع عب 2: 14، 9: 12، 10: 12) فهذه نصوص واضحة وردت في ذات الرسالة تحدّثنا عن موت المسيح وقيامته فلماذا يلجأ ديدات إلى الخيال ليضلل الناس؟!
  رد مع اقتباس