6ـ دم العهد الجديد:
تنبأ إرميا عن العهد الجديد الذي سيقطعه اللَّه مع الكنيسة متمثلة في التلاميذ الأطهار بعد أن نقضت الأمة اليهودية عهده فقال: "ها أيام تأتي، يقول الرب، وأقطَع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جَديدًا. ليس كالعهد الذي قطَعْتُهُ مع آبائهم يوم أمسكتُهم بيدهم لأُخرجهم من أرض مصر، حين نَقَضوا عهدي فرفضتُهُم، يقول الرب. بل هذا هو العهد الذي أقطَعَهُ مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام، يقول الرب: أجعل شريعتي في داخلهم وأكتُبها على قلوبهم، وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا. ولا يُعلِّمون بعد كل واحد صاحِبَه، وكل واحدٍ أخاه، قائلين: اعرفوا الرب، لأنهم كلَّهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم، يقول الرب، لأني أصفَح عن إثمهم ولا أذكر خطيَّتهم بعد" (إر 31: 31 – 34).
وتحقَّقت النبوّة يوم الخميس الكبير عندما قدَّم السيد المسيح دمه عهدًا جديدًا للكنيسة "ثم أخذ الكأس وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلهم. وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين" (مر 14: 23، 24) وأشـار إلى هـذه النبوّة وتحقُّقها معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين (عب 8: 8 ـ 12).
7ـ خيانة يهوذا:
تنبأ داود النبي عن خيانة يهوذا الذي عاش مع معلِّمه وأكل وشرب معه ويدعوه "رجل سلامتي"، و"إلفي وصديقي" فيقول: "وإن دخَل ليراني يتكلَّم بالكَذب. قلبُهُ يجمَع لنفسِهِ إثمًا. يخرُجُ في الخارج يتكلَّم. كل مُبغضيَّ يتناجون معًا عليَّ. عليَّ تفكَّروا بأذيَّتي. يقولون: أمرٌ رديءٌ قد انسكب عليه. حيثُ اضطَجَع لا يعود يقوم. أيضًا رَجُل سلامتي، الذي وثِقتُ به، آكل خبزي، رفع عليَّ عقبه" (مز 41: 6 ـ 9). وتنبأ أيضًا قائلًا: "لأنه ليس عدُوٌّ يُعيّرني فأحتَمِل. ليس مُبغضي تعظَّم عليَّ فأختَبئ منه. بل أنت إنسان عديلي، إلفِي وصديقي. الذي معه كانت تحلُو لنا العِشرة. إلى بيت اللَّه كنا نذهب في الجُمهور" (مز 55: 12 ـ 14).
وتحقَّقت النبوّة عندما تشاور يهوذا مع رؤساء الكهنة ليُسلّم لهم المسيح، وقد أشار إلى هذه النبوة الرب يسوع قائلًا: "أنا أعلَمُ الذين اختَرتُهُم. لكن ليتمَّ الكتاب: الذي يأكُل معي الخبز رفع عليَّ عَقِبَه.. لمَّا قال يسوع هذا اضطَرب بالروح، وشَهد وقال: الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إن واحدًا منكم سيُسلّمني.. أجاب يسوع هو ذاك الذي أغمِسُ أنا اللُّقمَة وأعطِيهِ. فَغَمَس اللُّقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي" (يو 13: 18 ـ 26) وفي بستان جثسيماني أقبل يهوذا مع الغوغاء "فللوقت تقدَّم إلى يسوع وقال: السلام يا سيدي! وقبَّلَهُ. فقال له يسوع يا صاحب لماذا جئت؟" (مت 26: 49، 50).. "وبينما هو يتكلَّم إذا جَمعٌ، والذي يُدعَى يهوذا، أحَد الاثني عشر، يتقدَّمهم، فَدَنا من يسوع ليقبّله. فقال له يسوع يا يهوذا، أبقُبلَةٍ تُسلّم ابن الإنسان؟" (لو 22: 47، 48).