4- حول فكرة منع الأخوة البروتستانت من فعل هذا.. فمَنْ يملك منع أي شخص من عمل ما يريد؟! الله نفسه ترك الحرية للناس ليؤمنوا به أو لا.. فقد قال الوحي الإلهي: "هُوَ صَنَعَ الإِنْسَانَ فِي الْبَدْءِ، وَتَرَكَهُ فِي يَدِ اخْتِيَارِهِ.. وَأَضَافَ إِلَى ذلِكَ وَصَايَاهُ وَأَوَامِرَهُ... فَإِنْ شِئْتَ، حَفِظْتَ الْوَصَايَا، وَوَفيْتَ مَرْضَاتَهُ. وَعَرَضَ لَكَ النَّارَ وَالْمَاءَ؛ فَتَمُدُّ يَدَكَ إِلَى مَا شِئْتَ.. الْحَيَاةُ وَالْمَوْتُ أَمَامَ الإِنْسَانِ؛ فَمَا أَعْجَبَهُ يُعْطَى لَهُ.. إِنَّ حِكْمَةَ الرَّبِّ عَظِيمَةٌ. هُوَ شَدِيدُ الْقُدْرَةِ، وَيَرَى كُلَّ شَيْءٍ.. وَعَيْنَاهُ إِلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.. وَيَعْلَمُ كُلَّ أَعْمَالِ الإِنْسَانِ.. لأَنَّهُ لاَ يُحِبُّ كَثْرَةَ الْبَنِينَ الْكَفَرَةِ الَّذِينَ لاَ خَيْرَ فِيهِمْ" (سى14:15-22).
خذ بالك من نهاية الكلام أيضًا: "لأنه لا يحب كثرة البنين الكفرة الذين لا خير فيهم"..
5- أما حول كلامك عن "الأسفار المحذوفة"، و"ما هو الدليل؟"، و"أين هي الكتب الأصلية".. إلخ. فجميع هذا مُجاب عليه بالفعل في جنبات موقع الأنبا تكلا..
فمن ناحية أين الكتب الأصلية التي كانت بها الأسفار، فهذه الأسفار موجودة في الترجمة السبعينية، أي الترجمة اليونانية للنص العبري للعهد القديم، وقد بدأت هذه الترجمة في جزيرة فاروس الإسكندرية بواسطة اثنين وسبعين شيخًا من يهود أورشليم ابتداء من القرن الثالث قبل الميلاد (285 -246 ق.م.)، ومن هنا كان الاسم "الترجمة السبعينية" ولكن فيما بعد لم يقتصر هذا الاسم على أسفار التوراة فقط بل اتسع ليشمل كل أسفار العهد القديم التي ترجمت على مدى الأربعة قرون المتتابعة التالية لتنتهي في أوائل القرن الثاني الميلادي. وكان آخر سفر تمت ترجمته من العبرية إلى اليونانية هو سفر الأمثال الذي ترجمه سيماخوس اليهودي.
وحظيت هذه الترجمة اليونانية بمكانة مرموقة بين يهود الشتات اليوناني، فصار العهد القديم اليوناني هو النص المقبول لدى كتبة أسفار العهد الجديد، وعند آباء الكنيسة الأولى والكتاب المسيحيين بوجه عام.
وفى سنة 1642 م.، عقدت كنائس الأروام الأرثوذكس مجمعًا في مدينة أورشليم أقرت فيه قانونية هذه الأسفار، وبعدما يقرب من ثلاثين سنة أخرى أي سنة 1672 م.، عقدت نفس الكنائس مجمعًا آخر بالقسطنطينية، وأكملته في مدينة "ياش" في آسيا الصغرى، أكدت فيه القرار السابق. واستمرت باقي الكنائس على اعتقادها الأول، كما استمر البروتستانت يطبعونها ضمن أسفار الكتاب المقدس حتى سنة 1831 م.، في القرن الماضي. غير أن جمعية التوراة البريطانية أقرت سنة 1826م.، الاكتفاء بطباعة ونشر الأصل العبري، الذي جمعه عزرا الكاتب.
وقد ثبتت كنيسة الإسكندرية على ما تسلمته من الكنيسة الرسولية الأولى باعتبار أن الترجمة السبعينية هي الكتاب الرسمي للعهد القديم. وفي محاولة لسد النقص في الكتاب الموزع بمعرفة جمعية الكتاب المقدس حاليًا من الأسفار القانونية الثانية، طبعت هذه الأسفار باللغة العربية سنة 1955م، ونشرتها كنيسة السيدة العذراء مريم بمحرم بك بالإسكندرية، تحت اسم "الأسفار القانونية الثانية" ثم طبعت مرة ثانية سنة 1975 بنفس الكنيسة.
ومنذ سنة 1969م – ولأهمية الترجمة السبعينية – تشكلت منظمة دولية لنشر الأبحاث والدراسات وعقد المؤتمرات حول هذه الترجمة وتعرف هذه المنظمة باسم International Organization for Septuagint and Cognate Studies واختصارها هو IOSCS وتضم بين علمائها يهود من الجامعة العبرية في إسرائيل بعدما تيقنوا من قيمة السبعينية في معرفة مصادر النص الماسوري التقليدي لدى اليهود.
وستجد هنا أبحاثًا كاملة عن الأسفار القانونية الثانية - مع تفاسير الأسفار القانونية الثانية - وكذلك النص الكامل للأسفار القانونية الثانية. أما بخصوص طباعة الكتاب المقدس شاملًا الأسفار القانونية الثانية، هذا الأمر بالفعل تأخر، ولكن جميع المنازل والكنائس الأرثوذكسية بها الأسفار القانونية الثانية.. وهي تُطبع بالآلاف كل عام في مصر، وتنشرها العديد من الكنائس مثل كنيسة مارجرجس سبورتنج بالإسكندرية، ودار المحبة بالقاهرة وغيرها.. وموجودة في أناجيل الأخوة الكاثوليك العربية والأجنبية.. ومنذ بضعة أعوام قامت دار الكتاب المقدس البروتستانتية في مصر بطباعة الكتاب المقدس شاملًا الأسفار القانونية الثانية، ويُباع في جميع فروعها بمصر والعالم.. وأيضًا ستجد "دار الثقافة" الإنجيلية أيضًا عندما أصدرت سلسلة "دائرة المعارف الكتابية"، لم تستطع إلا أن تضع العديد من المُدخلات عن شخصيات وأماكن وأحداث الأسفار القانونية الثانية.. وكان من ضمن مجلس تحرير هذه السلسلة د. القس صموئيل حبيب رئيس الطائفة الإنجيلية، وكذلك "القس منيس عبد النور" الإنجيلي!