عرض مشاركة واحدة
قديم 01 - 12 - 2021, 06:42 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تقنين القداسة في العهدين

إلمامة بتشريعات القداسة:
من هذه البنود الخمسة يتضح أن تقنين الله لقداسة شعبه في العهد القديم شمل تكرار دعوته لهم لحياة القداسة ونهيهم عن عبادة الأوثان وتوصيتهم بتوجيه عبادتهم له وحده، والتمسك باسمه، وتقديسهم اليوم السابع لعبادته، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وتحذيرهم من مصاهرة شعوب الأرض حتى لا يفنوا وحتى لا ينزل عليهم بنقمة غضبه. وحدد لهم الزيجات المحرمة من الأقارب التي حدثت مع الأجيال الأولى ونهاهم عنها.

كذلك نهاهم عن أعمال النجاسة مثل الزنى واشتهاء امرأة
القريب. كما حدد لهم أعمالًا نجسة أخرى يجب أن يفطنوا لها لكي يبتعدوا عنها. وأهمها الشذوذ الجنسي والمعاشرة الزوجية أثناء فترة الطمث وتعريض الإنسان ابنته للزنى مثل الوثنيين.

وأعطاهم أحكامًا خاصة بطهارة الجسد في حالة حدوث علاقة زوجية أو عند حدوث الطمث أو النزيف. وأعطاهم أحكامًا بخصوص المرأة التي تلد والفترات التي يتم بعدها تطهيرها والسماح بتقدمها للمقدسات.

هذه التشريعات أعقبها الله بأحكام المخالفات والجزاءات لكي تستكمل تقنينها. حيث حدد لهم العقوبات المختلفة عند كسر الوصايا والنواهي أو مخالفة الأحكام التي أعطاها لهم، وصنف لهم هذه العقوبات حسب جُرم كل حالة.

سادسًا: عقوبات أعمال النجاسة:
قد نبَّه الله شعبه لهذه الأمور لئلا يتنجسوا بها كما تنجست بها الشعوب الوثنية. ولئلا تتنجس الأرض أيضا بها. ولئلا يتنجس بها هيكله أو يتدنس بها اسمه. محذرًا إياهم بأنه يعاقبهم بالجزاء العادل فتقذفهم الأرض أي تنتقم منهم باضطراباتها المتنوعة. ويكون كسرهم لأحكامه وإهمالهم لتطهرهم من نجاساتهم سببًا لأن يجعله يغضب عليهم وعلى هيكلهم وعلى عبادتهم.

وأمر بأن كل من عمل شيئًا من جميع هذه الرجاسات تقطع الأنفس التي تعملها من شعبها فتحرم من رعوية إسرائيل ومن امتيازات شعب الله الروحية.

وفي (لا20، تث22). حدد عقوبات لتلك النجاسات وذلك بالقتل رجمًا أو بالحرق بالنار أو بالقطع من الشعب.

كما حدد لهم عقوبات الزنى حسب حالاته. وتصنيف أحكام هذه العقوبات هي:

- "إذا زنى رجل مع امرأة لها زوج فالاثنان يقتلان" (تث22: 22).

- "إذا زنى رجل مع فتاة مخطوبة في وسط المدينة فالاثنان يقتلان لأن الفتاة كان يمكن أن تصرخ فتجد من ينقذها" (تث22: 23).

- "إذا زنى رجل مع فتاة في مكان موحش فيقتل الرجل وحده لأن الفتاة حتى لو صرخت فسوف لا تجد من ينقذها" (تث22: 25).

وقد شدد الله القصاصات على هذه النجاسات لأنها كانت قد انتشرت جدًا بين الشعوب الوثنية. ولأنه اختار شعبه لكي تتقدس به الأمم. فكانت أحكامه رادعة لهم لكي بقدر الإمكان يحفظ قداستهم ويبعدهم عن نجاسات الأمم حتى يكونوا نورًا بينهم لمعرفة الله القدوس وإعلان مجده.

وفي العهد الجديد تحولت العقوبات الجسدية إلى عقوبات روحية حيث أن القتل الجسدي قديمًا أصبح يقابله في العهد الجديد القتل الروحي الأبدي بالحرمان من تناول جسد الرب ودمه سر الحياة وسر القيامة. والرجم والحرق يقابلهما الصوم الانقطاعي والمطانيات التي تقتل ليس الجسد وإنما شهواته وانحرافاته. والقطع من الشعب قديمًا يقابله جديدًا الحرمان من دخول الكنيسة ومن ممارسة جميع الأسرار الكنسية وهذا يتبعه حرمان من عطايا الروح القدس الخلاصية ومن مخالطة المؤمنين (1كو5: 11) فيتحول المقطوع إلى غصن جاف لا يصلح إلا للحريق ولا تَعُد له شركة مع الله إلا بعد توبته وقضاء مدة عقوبته. كما حدث مع خاطئ كورنثوس (2كو2: 6-8).
  رد مع اقتباس