عرض مشاركة واحدة
قديم 01 - 12 - 2021, 06:39 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تقنين القداسة في العهدين

الله يدعو أبناءه لحياة القداسة:

ونلاحظ أن الله في دعوته لطهارة شعبه كان يخصصها في مقولة القداسة كأمر يخصه هو في علاقته مع شعبه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لأن الطهارة أمر قليل على الله. إذ ليس في طبيعته اللاهوتية ما ينجسه. لأنه بلاهوته هو قدوس. وإذ اختار شعبه من بين الأمم وقطع معهم عهدًا ودعا اسمه عليهم وأصبح هو ينتسب إليهم وهم ينتسبون إليه فلابد أن يكونوا صورة له حتى يليق بهم أن يحملوا اسمه بين الأمم. لذلك طالبهم بحياة القداسة وأعطى السبب الرئيسي لهذا الطلب أنه هو نفسه قدوس. فقال لهم "تكونون قديسين لأني أنا قدوس" (لا11: 45). ولكي يخصصهم له شعبًا مقدسًا قال لهم "تكونون لي أمة مقدسة" (خر19: 6). وإذ صارت القداسة مطلبًا إلهيًا وفي نفس الوقت يجد الإنسان نفسه عاجزًا بذاته عن بلوغها بسبب الخطية التي أصبحت من طبعه منذ أن زرع فيه إبليس بذور الشهوات؛ شهوة العيون وشهوة الجسد وتعظم المعيشة في أول خطية ارتكبها. فلكي يحقق الإنسان دعوة الله له لحياة القداسة أعطاه الله وصايا وشرائع وأحكامًا مُعينة له وذلك على مرحلتين؛ مرحلة العهد القديم وهو المستوى الابتدائي لتعليم الإنسان وفيه أعطاه وصايا للطهارة والنقاوة بغسلات جسدية ثم فريضة تقديس بوسيلة خارجة عن ذاته هي دم الذبائح الحيوانية المتعددة. ثم مرحلة العهد الجديد وهو المستوى الأعلى لتعليم الإنسان وفيه لم يذكر له شيئًا عن غسلات الجسد التي أصبحت أمرًا مسلمًا به من العهد القديم وأمرًا مفروغًا منه لدى إنسان حضارة الخمسة آلاف عام وقت تجسد المسيح، إنسان الأهرامات والمعابد وفن النحت والتصوير وعلوم الطب والرياضة والفلك والتحنيط، إنسان الفلسفة والمنطق. وارتقى به بوصاياه وتعاليمه. أما أمر تقديسه فقد جعله بوسيلة خارجة أيضًا عنه. ولكن ليس بدم حيوانات. بل بدم حمل الله الكلمة المتجسد دم ذبيحة صليبه التي تقدس إلى التمام روحًا وجسدًا، حتى يكون تقديس الإنسان وتبريره ليس منه بل بعمل نعمة الله بيسوع المسيح.

  رد مع اقتباس