الموضوع: كتاب عندي سؤال
عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 11 - 2021, 07:50 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب عندي سؤال

25- هل حكم الله بإبادة شعوبًا بأكملها بما فيهم النساء والأطفال يعتبر عدلًا؟


السؤال الخامس والعشرين

هل حكم الله بإبادة شعوبًا بأكملها بما فيهم النساء والأطفال يعتبر عدلًا؟


الإجابة:
الله قاضٍ عادل وقدوس ولا يطيق الشر، وهل من المنطقي أن ينكر عاقل حق قاضٍ عادل في إصدار أحكامٍ قضائية على الأشرار؟! فكم بالأولى من يتجرأ وينكر على الله ملك الكون العظيم حقه في مباشرة سلطاته القضائية! دعونا نتأمل معًا في السطور التالية حكمة الله من وراء هذه الأحكام.



أولًا:
أحكام الإفناء أو القتل (التحريم) لأمة ما بكاملها أو شعب ما أو بلد ما في العهد القديم هي أحكام قضائية، تصدر بأمر إلهي واضح محدد التفاصيل وليست تصريحًا من الله لشعبه بقتل الشعوب الأخرى، ويمكننا من خلال دراسة العهد القديم أن نتعرف على أنواع مختلفة من هذه الأحكام القضائية، نذكر منها على سبيل المثال:

· أمر الرب بتحريم كل سكان أريحا، كما في (يش 6: 17).

· الأمر الصادر من الله بالانتقام من النساء المديانيات بقتلهم هم وأولادهم الذكور المولدين منهم؛ لأنهم أغووا رجال بني إسرائيل على السقوط معهم في خطية الزنا، مع استثناء الإناث اللواتي لم يعرفن رجالًا فقد صدر الأمر باستبقائهن أحياء (عدد 31 : 15 -18).

· لم يأمر الله شعبه بتحريم الشعوب البعيدون عنهم مكانيًا؛ بل أن يستدعوهم أولًا للصلح؛ فإذا رفضوا يحاربونهم ويقتلون فقط رجال الحرب منهم، أما النساء والأطفال فيستبقونهم أحياء، كما في (تث 20: 13-15).

· أمر الرب شعبه بالمرور فقط في أرض سعير قائلًا لهم: "لاَ تَهْجِمُوا عَلَيْهِمْ، لأَنِّي لاَ أُعْطِيكُمْ مِنْ أَرْضِهِمْ وَلاَ وَطْأَةَ قَدَمٍ، لأَنِّي لِعِيسُو قَدْ أَعْطَيْتُ جَبَلَ سِعِيرَ مِيرَاثًا. طَعَامًا تَشْتَرُونَ مِنْهُمْ بِالْفِضَّةِ لِتَأْكُلُوا، وَمَاءً أَيْضًا تَبْتَاعُونَ مِنْهُمْ بِالْفِضَّةِ لِتَشْرَبُوا" (تث 2: 5- 6).


ثانيًا:
ملابسات وأسباب هذه الأحكام:
· أصدر الله حكمه بقتل أو تحريم كل سكان كنعان لكثرة شرّهم وبعد طول أناته عليهم لمدد زمنية طويلة، فاستحقوا أن يحكم الله عليهم بلا رحمة كقول الكتاب: "لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ" (يع 2: 13)... لقد مارسوا الشر والفجور بكثرة حتى أنهم تعودوا على القساوة؛ فقدموا أطفالهم كذبائح بشرية لآلهتهم الوثنية وعبّروا أولادهم في النار إرضاءً للآلهة الوثنية، ومارسوا خطايا الشذوذ الجنسي ومضاجعة الحيوانات.

· كانت أحكام الله بالإفناء رمز للدينونة الإلهية الصادرة من الله على جميع أشرار الأرض في اليوم الأخير؛ فصاروا عبرة للفجار بحسب قول الكتاب: "كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيق مِثْلِهِمَا، وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ" (يه7)، وهذه الأحكام أيضًا مقدمة للدينونة الكبرى التي تنتظر أشرار العالم في آخر الأيام.

ثالثًا:
طريقة الحكم وأسلوبه لها معنى عند الله:
لم تكن الأحكام الإلهية بالفناء على شعب ما يقوم بتنفيذها بني إسرائيل فقط بل بحسب حكمته استخدم الله أساليب متنوعة نذكر منها: الطوفان أيام نوح وذلك ليصور للبشرية الهلاك الشامل الذي سيأتي على الأشرار، والحرق مع سدوم وعمورة ليصور للبشرية الهلاك بالنار الأبدية الذي ينتظر الأشرار آخر الأيام، وأيضًا هلاك سكان كنعان بيد شعب بني إسرائيل؛ ليشهدوا بأنفسهم عاقبة الأشرار الذين يتعدون على وصايا الله، فيتعظون ويخافون من نفس المصير إذا عصوا الله، وفعلًا تم فيهم هذا الحكم بعينه فيما بعد على يد مملكة آشور وبابل فيما بعد.


رابعًا:
الله له السلطان على ممالك الأرض لأنه ملك الكون العظيم.
كما أن الله يتعامل مع كل نفس هو أيضًا يتعامل مع البلاد والممالك والإمبراطوريات كوحدة واحدة وذلك للأسباب التالية:

· سكوت الله على هذه الممالك فترات طويلة بمثابة تصريح بانتشار الشر في كامل المملكة، وعثرة للأتقياء في هذه المملكة، وأيضًا قد تنتشر عدوى الشر لممالك أخرى مجاورة.

· تظهر قدرة الله وسلطانه عندما يتعامل مع الممالك أكثر منها عندما يتعامل مع الأفراد، وإن لم يتعامل الله مع الممالك ذات القدرة سواء الحربية أو الاقتصادية أو الإمكانيات البشرية، قد يظن البعض ضعف سلطان الله على هذه البلاد أو الممالك، وأن انضمامهم لهذه الممالك سيجعلهم في حصانة أو مأمن من أحكام الله.

· تطير الأخبار سريعًا وتنتشر عندما ينفذ الله أحكامه على الممالك أكثر منها على الأفراد؛ فتعم المخافة والرهبة من اسم الله العظيم، وذلك كما حدث عندما شق الرب البحر الأحمر فعبر شعبه على اليابسة بينما غرق فرعون وجنوده فيه.
  رد مع اقتباس