أثر فترة الأعداد على خدمة موسى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ
اصبحت خدمته لها المسحة المقدسه وتتناسب مع ارادة الله إذ تغيرت صفاته من الداخل اتعمل حسب مشيئة الرب وبالطريقة التى يطلبها منه وتجنب الوقوع فى الخطأ بل صار يعمل بصفات عكس صفته الأولى كما يلى :
أ - بعد أن كان يعتمد على فكره البشرى ويندفع
فى العملويفقد هدوئه فيغضب تراه أصبح حليماً جداً لترى ما يقوله الكتاب " أما الرجل موسى فكان حكيماً جداً أكثر من جميع الناس اللذين على وجه الأرض " (عد3:12) بل أصبح موسى يُهدأ غضب الله ويتشفع فى الشعب أما الله " فتضرع موسى أمام الرب إلهه وقال لماذا يارب يحمى غضبك على شعبك .. أرجع عن حمو غضبك واندم على الشر بشعبك" (32: 11-12 ) .
ب ـ بعد أن كان متكبر يعتمد على زراعه البشرى كرجل عسكرى "فقتل" اصبح إنساناً متواضعاً مُنكراً لذاته ويقول للرب عندما دعاه ليذهب لفرعون " أستمع ايها السيد لست انا صاحب كلام منذ أمس ولا اول أمس ولا من حين كلمت عبدك . بل أنا ثقيل الفم واللسان "( خر 10:4 ) ثم قال ايضاً " من أنا حتى اذهب إلى فرعون وحتى أخرج بنى إسرائيل من مصر "( خر 11:3) وعندما وصل موسى إلى هذا
الشعور بالضعف صار اهلاً للمسئوليه ولذلك قال له الرب " إنى أكون معك "(خر 12:3) وبهذا أصبح الله
هو الذى يضع الخطه وموسى مُجرد آله فى يد الله
يطيع وينقل مشيئة الرب وكلامه .
ج- اصبحت يده قويه لأن الله قال له " ولكنى أعلم أن ملك مصر لا يدعكم تمضون ولا بيد قويه فأمد يدى وأضرب مصر بكل عجائبى التى أصنع فيها وبعد ذلك يطلقكم "( خروج 3: 19-20 ) بمعنى أن خروج بنى إسرائيل من مصر سوف لا يتم إلا بقوة العجائب .
د - رغم التجارب والضيقات والمتاعب التى واجهت موسى من فرعون إلا أنه لم يفشل بل تحمل التجارب والضيقات من أجل الرب فكلل الرب جهوده بالنجاح وأخرج شعب الله من مصر وحررهم من عبودية فرعون ليس ذلك فقط بل والأهم ذلك هو رجوع الشعب إلى الله الذى أمرهم بعمل فريضه الفصح تذكاراً لخلاص الشعب من يد فرعون ، كما أمرهم "بتقديس كل بكر فاتح رحم للرب أن تكون الشريعه أمام أعينهم وفى فمهم .
ليت الرب الذى اعطانا عطية الدعوة ونعمة تلبيتها ان يكون ذلك لمجد اسمه الدوس ، وأن تكون فترة الأعداد للخدمه فرصه لكى تعمل نعمة الله فينا وتجددنا من الداخل كما حدث لموسى وجعلته إنساناً جديداً .
ليتنا نراجع انفسنا دائماً ونكون صادقين مع أنفسنا ، هل تغيرت صفاتنا وحياتنا من الداخل مع الإعداد للخدمه واصبحنا نتميز بالصفات التى تليق بخدام الله ؟ وهل تغير مظهرنا من مظهر اولاد العالم إلى اورد الله ؟ هل تغير لساننا وأصبح ينطق بما يمجد الله ؟
وهكذا كل حياتنا وأعمالنا ............ ألخ .
الرب قادر أن يعمل فينا ومعنا وبنا لمجد اسمه القدوس
المراجع :
1- كتاب موسى وفرعون (قداسة البابا شنوده )
2- كتاب بستان الروح 2 ( المتنيح الأنبا يؤانس )
3- كتاب الخدمه الحلقه الأولى الآب متى المسكين
4- بعض المقتطفات من كثيره مع تأملات من الكتاب المقدس
وإلى اللقاء مع جزء آخـر