الراهب القمص بطرس البراموسي
مفهوم الحياة مع المسيح
لأن لى الحياة هي المسيح والموت هو ربح (فيلبى1: 21).
إن الحياة مع مسيحنا القدوس حياة ممتعه ومفرحه، لذلك نجد بعض السمات التي تتحلي بها، وعلينا فهمها، فهي:
1) ليست حياة كآبة.... بل حياة فرح بالرب.
لذلك يوجه نظرنا لسان العطر بولس الرسول بقوله الباعث للفرح
[اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضًا افْرَحُوا] (فى4: 4).
هذا الفرح الذي يجب علينا فرحة يكون في الرب وليس حسب أفراح العالم، فيكون.
1- فرح بالتوبة وبالتخلص من الخطية.
2- فرح بالإنتصار على النفس وإبطال العادات السيئة.
3- الفرح بكل عمل خير [حينما تنقذ إنسانًا مسكينًا... أو تفرح قلب عائلة فقيرة...] [الفرح بإسعاد الآخرين].
2) الفرح بالتجارب
[اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ] (يع1: 2).
لأننا بالإيمان نرى أن كل الأمور تؤول للخير.
* [وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ] (رو8: 28) لا ننظر إلى الآلم الموجود، إنما ننظر في رجاء إلى عمل الرب المقبل...
* فالسيد المسيح يعطى أملًا في مستقبل مشرق... هذا الأمل مصدرة الإيمان بتدخل الله وعمله ونتيجة ذلك يفرح القلب.
* أن أولاد الله يعيشون دائمًا في فرح... لأن الفرح هو ثمرة من ثمار الروح القدس...
* لا يصل الإنسان لهذا الفرح إلا عندما يصل إلى مرحلة احتمال الآلم... فيجب أن يتعلم الاحتمال...
3) إعطاء القلب لله [قلبًا نقيًا أخلق في يا الله]
لكي أحيا مع المسيح... يجب أن أعطيه قلبى... وقلبى هذا يجب أن يكون نقيًا.
* ولكي أحافظ على نقاوة قلبى يجب أن أحافظ على
(أ) نقاوة الحواس.... (النظرو السمع و اللمس و....).
(ب) نقاوة الفكر.... (من خطايا الإدانة والفكر الشرير و تأليه الذات و...).
(ت) الإتصال المستمر مع الله عن طريق الصلاة والحفاظ على القانون الروحي اليومي.
وعن ذلك يقول أحد الآباء "ق. ديتنوس" [لا يمكنك أن تحفظ قلبك مادام فمك وبطنك مفتوحتين].
4) التحرر من كل الاهتمامات
لا يمكن أن أعيش هذه الآيه... [لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ] (فى1: 21). وانا ما زلت مرتبط بإرتباطات أرضية.
1- المال... محبة المال أصل لكل الشرور... لايستطيع أحد أن يخدم سيدين... إما الله وإما المال (مت6: 24، لو16: 31).
2- الممتلكات الأرضية بكل أنواعها... حبها أكثر من حب الله... [أستخدم كل شيء ولا يستخدمنى شيء]
3- القنية بأنواعها... [كتب – مركز وظيفي – ملابس مغالي فيها – مجوهرات -مركز إجتماعي ودراسى.... أستخدمه للتفاخر و ليس لمجد الله].
5) الاتضاع الفعلي [أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ](لو1: 52).
يقول القديس أنبا أنطونيوس[الإتضاع والمسكنة يخضعان الوحوش لنا... ].
وعندما نتكلم عن الإتضاع نقصد:
1- الإتضاع الفعلى وليس الكلام النظرى... [يكون حياة معاشة يوميًا...].
2- البعد عن الأنا والذات... [المركزية]... لكن يكون الهدف الأساسى هو تمجيد أسم المسيح في حياتى اليومية.
يقول أحد الآباء: [كثيرون إستطاعوا أن يعطوا الخد الآخر للطلم ولكن قليلون إستطاعوا أن يحبوا من يلطمهم]
هذة المقولة هي ترجمة عملية لإتمام وصية السيد المسيح... [وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا] (مت5: 39).
6) المحبة الشاملة
1- محبة فياضة للجميع بدون تمييز... كيف أقول والموت هو ربح وأنا أكره الآخر..
2- محبة الأعداء مثل الأحباء... [«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،] (مت5: 43، 44)، [اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرًّا لِلْقَرِيبِ فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ] (رو13: 10)، [لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ] (رو13: 8).
7) اليقظة والجهاد الروحي اليومي
* هذه النقاط الـ6 السابقة لا يستطيع أحد أن يحياها إلا عندما يكون يقظًا لحياته...و إنسان يجاهد بإستمرار... يوميًا وطول العمر...
1- جهاد ضد الذات.
2- جهاد ضد الجسد.
3- جهاد ضد الخطايا والشهوات والمعثرات.
4- جهاد ضد الشيطان واليقظة لأساليبة الخداعة..
5- جهاد ضد ظاهرية الحياة الروحية... أي الدخول إلى العمق...
مادمنا على البر فلا نصطاد شيئًا...
6- جهاد ضد الميل لعدم الأمانة في السلوك اليومي.
7- جهاد من أجل إحياء الضمير الذي أهمل دوره في حياتنا اليومية وسلوكياتنا، أي إيقاظ الضمير النائم.