عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 11 - 2021, 03:37 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الذَّبَائِح فِي الْعَهْد الْجَدِيد

ثانيًا: علاقة ذبيحة المسيح بخلاص الإنسان: هناك نتائج هامة لموت المسيح الكفاري:

(1) الفداء أو الخلاص من لعنة الخطية: وهو ما تضمنته كلمات الرب يسوع: "لأن ابن الإنسان أيضًا لم يأت ليُخدم بل ليَخدُم وليبذل نفسه فدية كثيرين" (مرقس 45:10، مت 28:20)، فالإنسان عبد للخطية، وقد أرسل الله الآب ابنه ليدفع الفدية ليخلصنا من العبودية، وكان موته هو الثمن الذي دفعه لتحريرنا. ويؤكد الرسول بولس ذلك بالقول:"متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه" (رو24:3و25). فالرسول يبني التبرير على أساس الفداء، والفداء بالدم. أي أن موت المسيح هو الذي تمم الفداء، والفداء أتى لنا بالتبرير. كما يقول أيضًا في غلاطية (13:3) إن "المسيح افتدانا من لعنة الناموس"، لأن الناموس وضع الإنسان تحت اللعنة لأنه لم يستطع أن يحفظه،فاللعنة هي نتيجة الناموس المكسور، والتي يجب على الخاطئ أن يتحملها، وقد حمل المسيح هذه اللعنة نيابة عنا (انظر أيضًا غل 5:4). كما يقول أيضًا:"الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا" (أف 7:1، كو14:1)، "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع" (1تي 6:2). ويؤكد كاتب الرسالة إلى العبرانيين أن المسيح "بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبديًا" (عب 12:9)، ويقول الرسول يوحنا:"الذي أحبنا وقد غسلنا (أو حررنا) من خطايانا بدمه" (رؤ 5:1).ويقول الرسول بطرس: "عالمين أنكم افتديتم... بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح" (1بط 18:1و19)،فذبيحة المسيح هي أساس الفداء.

(2)المصالحة: تتضمن المصالحة وجود طرفين. لقد حدث انفصال بين الإنسان والله، والمصالحة هي استعادة العلاقة بين الطرفين، "لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه" (رو10:5)، وهكذا يؤكد الرسول بولس أن موت المسيح هو أساس المصالحة (انظر أف 13:2و14و18، 10:1). كما يعلمنا الرسول يوحنا أن المسيح هو شفيعنا الذي يصالحنا مع الله (1يو 1:2و2).

(3)غفران الخطايا: المصالحة تعني الغفران، غفران الله للإنسان الخاطئ. وأساس الغفران هو دم المسيح، أي موت المسيح على الصليب. ويقول الرب نفسه: "لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" (مت 28:26). ويربط الرسول بولس تمامًا بين غفران الله للإنسان وذبيحة المسيح (رو21:3 21:5 وبخاصة 7:4، أف 7:1، كو 14:1)، وكذلك الرسول يوحنا (1يو 7:1 9).

(4)محو الذنب: تتضمن المصالحة والغفران محو الذنب، فيختم الرسول بولس كلامه عن شمول الخطية لكل البشر، بتأكيده:"لكي يستد كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله" (رو19:3)، ولكنه يقول أيضًا: "إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع... فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية (أي ليقدم نفسه ذبيحة عن الخطية) دان الخطية في الجسد" (رو1:8و3)، فالذنب الذي جعل الإنسان عرضة لغضب الله، ومن ثم لدينونته، قد انمحى بموت المسيح إذ "محا الصك الذي علينا... الذي كان ضدًا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرًا إياه بالصليب" (كو14:2).

(5) التبرير: أو الوضع الصحيح من نحو الله. فغفران الخطايا ومحو الذنب هما الجانب السلبي من القضية. أما وضعنا في الوضع الصحيح من نحو الله،أي وضع القبول أمامه، فهو الجانب الإيجابي "لأنه جعل الذي لا يعرف خطية، خطية (أو ذبيحة خطية) لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" (2كو 21:5)، فكأن تبريرنا كان هو القصد الإلهي من موت المسيح الكفاري وقيامته: "لأنه أسلم من أجل خطايانا وأقيم من لأجل تبريرنا" (رو 25:4).

(6) التطهير أو التقديس: نتعلم من الأصحاحات السادس والسابع والثامن من الرسالة إلى رومية، أن التقديس هو نتيجة منطقية للتبرير الذي تحقق بموت المسيح. ويؤكد لنا الرسول أيضًا في الرسالة إلى فيلبي، أن موت المسيح وقيامته هما القوة الفعَّالة في تغيير الحياة:"لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته، لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات" (في 10:3و11)، كما يستخدم كاتب الرسالة إلى العبرانيين صور التطهير في العهد القديم رموزًا لعملية محو الخطايا، من الكفارة إلى التقديس، فدم المسيح، أي موته، هو وسيلة التطهير (عب 3:1، 14:9 23، 2:10)، كما يؤكد الرسول يوحنا ذلك أيضًا إذ يقول:"دم يسوع المسيح ابنه (ابن الله) يطهرنا من كل خطية" (1 يو7:1، انظر أيضًا رؤ 14:7).

(7) البنوية: يرجع أيضًا الرسول بولس ببنوية المؤمن لله، إلى موت المسيح الكفاري، فيقول: "أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله" (رو 15:8و16و19)، كما يقول:"أرسل الله ابنه... ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني. ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخًا يا أبا الآب. إذا لست بعد عبدًا بل ابنًا..." (غل 4:4 7).

وهكذا نرى عملية الخلاص ابتداء من الفداء والمصالحة مع الله إلى تبني الخاطئ المخلَّص ليكون واحدًا من أهل بيت الله (أف19:2) ترجع كلها إلى موت المسيح الكفاري. وكما يقول "هولتزمان" (E.Holtzmann) :" إن على موت المسيح يرتكز كل عمل الخلاص".

  رد مع اقتباس