الميطانيات و الصحة الجسدية:
كذلك فإن الميطانيات مفيدة أيضًا للجسد، على أننا لا نمارسها كرياضة جسدية، ومع ذلك فهي مفيدة لاسيما في الصباح؛ حيث يحتاج الجسم أيضًا إلى نشاط وتحريك لدورته الدموية، وجعله مستعدًا لمزاولة نشاطه اليومي بشكل أفضل.
واليوم يقول أخصائيو العلاج الطبيعي أن الميطانيات التي يصنعها الرهبان وبعض من الذين في العالم، تقدم فائدة جسدية كبيرة للجسم؛ إذ تجعله في حالة لياقة بدنية مستمرة وتخلصه من الترهّل وتجنبه الكثير من أمراض العمود الفقري، إذا مورِسَت بطريقة سليمة.
أنواع الميطانيات و ممارستها:
الميطانية ليست مجرد انحناء أو ركوع أو انطراح، ولكنها حركة من أعلى إلى أسفل تعقبها حركة مضادة: من أسفل إلى أعلى. فعندما يحني الساجد ركبته فإنه يشعر في داخله أنه بالخطية تذلل وانحدر من أعلى، ويكرر ذلك بحسب العدد الذي ينصحه به أبوه الروحي، ومن هنا تمثل الميطانية حركة الحياة.. حركة الجهاد المستمر، بالتهاون نسقط وبالثقة في المسيح نقوم ونستقيم..
وللميطانية ثلاثة أشكال:
1- التطامن بالرأس: أو مجرد إحناء الرأس بينما الجسم يكون منتصبًا، مع ضم اليدين إلى الصدر، إما في شكل الصليب أو ضمّهما مستويين إحداهما على الأخرى، ووضعهما معًا على الصدر، وهو ما يحدث في القداس الإلهي عدة مرات، عندما ينادي الشماس على الشعب: "احنوا رؤوسكم للرب" (ستجد نص القداسات الإلهية موجودة هنا بموقع الأنبا تكلا)، وذلك عدة مرات سواء عند قراءة التحاليل في نهاية رفع البخور، أو عندما يخضعون برؤوسهم عند تحليل الخدام..
2- الركوع: وتنتشر هذه الطريقة أكثر بين رهبان الغرب، حيث يطلق عليه Semi-prostration أي نصف ميطانية أو ميطانية جزئية، وفيها يركع المصلي على ركبتيه، بينما ترتفع يداه لأعلى في شكل الابتهال.
3- السجود: أو الميطانية الكاملة Full Prostration، وهي السجود الكامل حيث تلامس الجبهة الأرض. وتمارس الكنيسة هذا النوع من السجود الكامل عدة مرات في القداس الإلهي؛ فعند حلول الروح القدس على الأسرار في لحظات مهيبة يسجد الشعب..
ويفضل أن يركع المصلّي إلى أسفل أولًا، ومن ثم ينحني إلى الأمام، والقيام مرة أخرى على نفس النحو، حيث لا تؤثر كثرة الميطانيات على صحة الساجد، لا سيما عموده الفقري، مع ملاحظة أن تكون هناك وقفة قصيرة بين الميطانية والأخرى، حتى لا تتلاحق الأنفاس وينهك الجسد سريعًا. وإنما تُصنَع المطانية metanoia برشاقة واتزان، مع فرد الجسد مستقيمًا تمامًا عند الوقوف.
يلاحَظ أيضًا عند السجود أن تضم قبضة اليد بحيث يؤلف إصبع الإبهام مع الثلث السفلي من إصبع السبابة: شكل الصليب. ففي ذلك يكمن معنى الاستعداد والإرادة والقوة، والعبادة بنشاط. كما أن عظام اليد لا تُرهَق بهذه الطريقة، ذلك بالمقارنة مع الطريقة الخاطئة في السجود بفرد الأصابع.
وإذا لاحَظ المصلي أن أصابع اليد قد بدأ يظهر فيها بعض التيبّس عند نهاية العقلات في ظهر اليد بصورة ملحوظة، يمكنه عندئذ التركيز في السجود على بطن اليد، مع الاحتفاظ بوضع اليد على النحو المذكور.