عرض مشاركة واحدة
قديم 02 - 11 - 2021, 11:18 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ظهورات المسيح لمريم المجدلية بعد القيامة

الزيارة الخامسة:
أورد القديس يوحنا في إنجيله أحداث هذه الزيارة بعد كلامه السابق مباشرة كما يلي:



"أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكى. وفيما هي تبكى انحنت إلى القبر، فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعًا. فقالا لها يا امرأة لماذا تبكين. قالت لهما إنهم أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه. ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفًا ولم تعلم أنه يسوع. قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين. من تطلبين؟ فظنت تلك أنه البستاني فقالت له يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه. قال لها يسوع يا مريم. فالتفتت تلك وقالت له ربوني. الذي تفسيره يا معلم. قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبى. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم، فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا" (يو 20: 11-18).

في هذه الزيارة الخامسة والأخيرة للقبر، نرى مريم المجدلية وهي في اضطراب وشك وبكاء، تردد قولها السابق الذي قالته للرسولين بطرس ويوحنا. فقالت نفس العبارة للملاكين الجالسين داخل القبر "أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه" (يو 20: 13) (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ثم وصل بها الحال أن قالتها للسيد المسيح نفسه عند ظهوره لها للمرة الثانية "يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه" (يو20: 15). وكانت قد ظنت أنه البستاني ولم تعلم أنه يسوع (أنظر يو20: 15،14).

وحينما ناداها السيد المسيح باسمها قائلًا "يا مريم" (يو20 : 16)، كان يريد أن يعاتبها على كل هذه البلبلة والشكوك التي أثارتها حول قيامته، وعلى ما هي فيه من شك في هذه القيامة المجيدة، ثم رغبتها في الإمساك به لئلا يفلت منها مرة أخرى بعد أن أمسكت سابقًا قدميه وسجدت له في ظهوره الأول لها مع العذراء مريم ( أنظر مت28: 9).

في هذه المرة قال لها مؤنبًا "لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي" (يو20: 17). كان هذا تأنيبًا شديدًا لها لأنها شكّت في قيامته، وتريد أن تمسكه لئلا يختفي مرة أخرى..

إنها بشكها في قيامته تكون في شك من قدرته الإلهية في أن يقوم من الأموات. وكأنه ليس هو رب الحياة السماوي لأبيه السماوي في القدرة والعظمة والسلطان. وبهذا يكون لم يرتفع في نظرها إلى مستوى الآب... كما إنها تريد أن تمنع اختفائه من أمام عينيها لكي لا تشك في القيامة... وبهذا تكون كمن يريد أن يمنع صعوده إلى السماء... وماذا يكون حالها بعد صعوده فعلًا ليجلس عن يمين الآب.

لهذا أمرها بصريح العبارة "اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يو20: 17).

في قوله هذا كان يقصد أن يقول لتلاميذه أن إلهكم (أي الآب) قد صار إلهًا لي حينما أخليت نفسي متجسدًا وصائرًا في صورة عبد، وسوف يصير أبى السماوي (الذي هو أبى بالطبيعة)، أبًا لكم (بالتبني) حينما أصعد إلى السماء، وأرسل الروح القدس الذي يلِدكم من الله في المعمودية.

فبنزولي أخذت الذي لكم، وبصعودي تأخذون الذي لي.

في هذه المرة فهمت مريم المجدلية أنها ينبغي أن تقبل فكرة صعود السيد المسيح الذي لم يكن قد صعد بعد بالرغم من اختفائه عن عينيها بعد قيامته، كما أنه بقى على الأرض أربعين يومًا كاملين بعد القيامة لحين صعوده إلى السماء أمام أعين تلاميذه وقديسيه.

لهذا "جاءت مريم المجدلية، وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب، وأنه قال لها هذا" (يو20: 18).

وكما عالج السيد المسيح شك توما في يوم الأحد التالي لأحد القيامة، هكذا عالج شكوك المجدلية بظهوره لها مرة أخرى في أحد القيامة، في البستان..

كانت السيدة العذراء مريم عجيبة ومتفوقة في إيمانها- فقد آمنت قبل أن ترى السيد المسيح قائمًا من الأموات، وآمنت حينما أبصرته، وآمنت حينما أمسكت بقدميه وسجدت له... وقبلت صعوده في تسليم كامل، لأنها كانت تعرف أنه ينبغي أن يجلس عن يمين أبيه السماوي، ولا يكون لملكه نهاية، حسبما بشرها الملاك قبل حلول الكلمة في أحشائها متجسدًا... لهذا حقًا قالت لها أليصابات بالروح القدس "طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب" (لو1: 45).
  رد مع اقتباس