«الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ البَأسِ»
( قضاة 6: 12 )
أي كلمات كانت تلك التي وقعت على أُذن جدعون وهو مُنزوِ في المعصـرة خوفًا من العدو؟!
إنها كانت كلمات من السماء، لترفع نفسه فوق التجارب والأحزان ومُذلات الأرض، كلمات الفضل والقوة الإلهيين، لتنفث الشجاعة في قلبه المثقل الحزين: «يا جبَّارَ البَأسِ»!
وكم كان صعبًا على جدعون أن يتقبَّل هذه النبرات الغريبة، وأن يُطبِّقها على نفسه! أين كانت القوة، وأين هو البأس؟ بكل تأكيد لم يكونا في نفسه ولا فيما حوله. فأين إذن؟ في الله الحي «الرَّبُّ معَكَ».