الموضوع: ما هو التواضع؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 29 - 10 - 2021, 08:06 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هو التواضع؟

إن كان الأمر هكذا، فالمتواضع لا يجرؤ مطلقًا على أن يمدح نفسه.

إنه لا يرى فقط أنه خاطئ وضعيف، بل انه أكثر الناس خطأً وضعفاَ، على الأقل بالنسبة إلى الإمكانيات التي أتيحت له ولم يستغلها. لذلك فهو لا يرى مطلقًا أنه أفضل من أحد، وإن بدا أنه الأفضل في نقطة معينة، فهو الأضعف في نقاط أخرى كثيرة يعرفها عن نفسه. ولهذا فهو لا يدين أحدًا

بل إنه باستمرار يتخذ المتكأ الأخير، حسب وصية الرب (لو 14: 10).

وليس المقصود هو المتكأ الأخير من جهة المكان، إنما من جهة المكانة. وكما قال الشيخ الروحاني: "في أي موضع حللت فيه، كن صغير أخوتك وخديمهم". وقيل "كن آخر المتكلمين، ولا تقطع كلمة من يتكلم لكي تتحدث أنت".."وحاول أن تتعلم، لا أن تعلّم غيرك وتظهر معارفك".


والإنسان المتضع يجب أن يعمل الفضيلة في الخفاء.

وذلك حسبما أمر الرب (مت 6). ولذلك لا يوافق الاتضاع مطلقًا، أن يتحدث أحد عما يقوم به من أعمال فاضلة، أو ما يحدث له من رفعة.

إن بولس الرسول الذي صعد إلى السماء الثالثة، وسمع كلمات لا يُنطق بها، لم يقل إن ذلك قد حدث له، إنما قال "أعرف إنسانًا في المسيح يسوع.. أفي الجسد لست أعلم، أم خارج الجسد لست أعلم، الله يعلم.. أُختطف هذا إلى السماء الثالثة.. أُختطف إلى الفردوس. وسمع كلمات لا يُنطق بها" (2كو 12: 2-4).

إن الفضيلة في المتضع، مثل كنز مخفي في حقل.

وما أكثر القصص التي يحكيها لنا تاريخ القديسين عن أولئك المتواضعين الذين أخفوا فضائلهم، وأخفوا معرفتهم، بل أخفوا ذواتهم أيضًا. وعاشوا مجهولين من الناس، ويكفى أنهم كانوا معروفين عند الله. وكان ينطبق عليهم قول الرب في سفر النشيد "أختي العروس جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم" (نش 4: 12).. كالقديسة العذراء مريم: كانت كنزًا للرؤى والاستعلانات. ومع ذلك ظلت صامتة "تحفظ كل تلك الأمور، متأملة بها في قلبها" (لو 2: 51).

  رد مع اقتباس