عرض مشاركة واحدة
قديم 28 - 10 - 2021, 02:22 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الضيقة تعني أننا نتقابل مع المسيح

الضيقة في حياة القديس مكاريوس


† القديس أبو مقار:
القديس أبو مقار رجل تقي، متوحد، ويحيا مع الله وذهب للسماء، لكن الله أراد أن يرتبط أبو مقار به أكثر، فسمح له بتجربة مرة جدًا، صدقوني لو جاءت هذه التجربة التي تعرض لها أبو مقار لأي إنسان متعبد لا أبالغ إذا قلت أنه قد يكفر بالحياة الروحية.

† نسمع الناس، يتذمرون قائلين: يا ربي أنا أصلي وأصوم وأقدم التقدمات فهل استحق منك كل ما يحدث لي من تجارب؟! والإجابة هي الله يرسل لك التجربة لأنه يريد الارتباط بك أكثر ويريد أن يكون لك إكليل في السماء. صدقوني صدقوني محسوب لنا في السماء أيام الضيقات، أما أيام الراحة فهي غير محسوبة في السماء. أي عمرنا في السماء يحسب بالأيام التي تألمنا فيها من أجل الله.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس أنبا مكاريوس، أو مقار، أو مقاريوس.

† البعض عاش ومات، ولكن ليس له أي ذكر في الكتاب المقدس. لماذا؟ لأنه لم يتألم. بينما إنسان آخر تألم تجد الكتاب المقدس يخصص له صفحات وصفحات.

† فان كنت تشتهي أن يكتب اسمك في سفر الحياة، فاسمك يكتب بقدر الضيقات التي تتألمها من أجل الله.

† العلامة أوريجانوس قال كلمة جميلة جدًا حيث قال: "في السماء سنرى أشياء عجيبة، سنرى شيوخ لن يولدوا بعد، ونرى أطفال ولكن لهم عمر الشيوخ"، مثل أرشيف مارمرقس وغيره. فقد يكون إنسان عمره طويل على الأرض ولكنه لم يتحمل أي آلام من أجل الله فلن يحسب له شيء عند الله، بينما القديس الأنبا أبانوب مثلًا وهو طفل أو فتى عنده 12 سنة ولكنه أمام الله جبل.

† فيجب أن يقيس كل إنسان حياته على نفس هذا المقياس ليعرف كم بلغ من العمر؟ أخاف أن تكون الإجابة هي أننا لم نولد بعد.

† إذا لم نحتمل ضيقات من أجل الله، فلن نتقابل مع الله، ولن يكون لنا نصيب عند الله.

† وبولس الرسول يقول: "أفرح في آلامي"! قول عجيب مملوء بالتناقض. كيف يلتقي الفرح مع الألم؟! ألم لأنه يتوجع ويبكي من الضيقة، "كل ضيقة لا ترى في الوقت الحاضر أنها للفرح بل للحزن" ونص الآية "وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 11).

ولكنه يفرح لأنه سيلتقي مع الله في وسط الضيقة. لذلك قال: "أفرح في آلامي".

† وعندما اختبر أبونا الأنبا أنطونيوس هذه النقطة قال قولًا جميلًا جدًا، قال: "ارفع الضيقات من العالم، لا يخلص إنسان".

أي الضيقة لا تعني أن الله غاضب مني، بل "الذي يحبه الرب يؤدبه، ويجلد كل ابن يقبله".

† وكما قلت لكم أن هذه النقطة كانت اختبرها مارمرقس وعرفها جيدًا، كل ضيقة يدخلها يعرف أنه سيرى المسيح.
  رد مع اقتباس