عرض مشاركة واحدة
قديم 26 - 10 - 2021, 08:13 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: معنى كلمة "أقنوم"

، لان الآب له صفة العقل والابن له صفة العقل والروح القدس له صفة العقل، لأن هذه الصفة من صفات الجوهر الإلهي.

وكما قال القديس أثناسيوس: (إن صفات الآب هي بعينها صفات الابن إلا صفة واحدة وهي أن الآب آب والابن ابن. ثم لماذا تكون صفات الآب هي بعينها صفات الابن؟ إلا لكون الابن هو من الآب وحاملًا لذات جوهر الآب)، ولكننا نقول إن الابن هو الكلمة (اللوغوس) أو العقل المولود أو العقل المنطوق به، أما مصدر العقل المولود فهو الآب.

وبالنسبة لخاصية الحياة فهي أيضا ليست قاصرة على الروح القدس وحده لان الآب له صفة الحياة والابن له صفة الحياة والروح القدس له صفة الحياة، لأن الحياة هي من صفات الجوهر الجوهر الإلهي. والسيد المسيح قال: (كما أن الآب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضًا أن تكون له حياة في ذاته) (يو 5: 26). وقيل عن السيد المسيح باعتباره كلمة الله: "فيه كانت الحياة" (يو 1: 4). ولكن الروح القدس نظرا لأنه هو الذي يمنح الحياة للخليقة لذلك قيل عنه إنه هو: (الرب المحيى) (حسب قانون الإيمان و القداس الكيرلسي)، وكذلك أنه هو (رازق الحياة) أو (معطى الحياة) (حسب صلاة الساعة الثالثة).

من الخطورة أن ننسب الكينونة إلى الآب وحده، والعقل إلى الابن وحده، والحياة إلى الروح القدس وحده، لأننا في هذه الحالة نقسم الجوهر الإلهي الواحد إلى ثلاث جواهر مختلفة. أو ربما يؤدى الأمر إلى أن ننسب الجوهر إلى الآب وحده (طالما أن له وحده الكينونة)، وبهذا ننفى الجوهر عن الابن والروح القدس، أو نلغي كينونتيهما ويتحولان بذلك إلى صفات لأقنوم إلهي وحيد هو أقنوم الآب.


* هل هناك علاقة بين طبيعة الله (الله محبة) وبين فهمنا للثالوث القدوس؟

نعم هناك علاقة أكيدة:

إن مفتاح المسيحية -كما نعلم- هو أن "الله محبة" (رسالة يوحنا الأولي 4: 8، 16).

ونحن نسأل من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم و الملائكة والبشر؟ إذا أحب الآب نفسه يكون أنانيًا (ego-centric)، وحاشا لله أن يكون هكذا، إذًا لا بُدّ من وجود محبوب كما قال السيد المسيح في مناجاته للآب قبل الصليب: "لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو 17: 24).. وبوجود الابن قبل إنشاء العالم وفوق الزمان أي قبل كل الدهور، يمكن أن نصف الله بالحب أزليًا وليس كأن الحب شيء حادث أو مستحدث بالنسبة للآب. فالأبوة والحب متلازمان، طالما وجدت الأبوة فهناك المحبة بين الآب والابن.

ولكن الحب لا يصير كاملا إلا بوجود الأقنوم الثالث، لأن الحب نحو الأنا هو أنانية وليس حبًا، والحب الذي يتجه نحو الآخر الذي ليس آخر سواه (المنحصر في آخر وحيد) هو حب متخصص رافض للاحتواء (exclusive love) بمعنى أنه حب ناقص ولكن الحب المثالي هو الذي يتجه نحو الآخر وعلى كل من هو آخر (inclusive love) وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة.

وإذا وجدت الخليقة في أي وقت وفي أي مكان فهي تدخل في نطاق هذا الحب اللانهائي، لأن مثلث الحب هنا هو بلا حدود ولا مقاييس. هذا الحب اللانهائي الكامل يتجه أيضًا نحو الخليقة حيثما وحينما توجد، كما قال السيد المسيح للآب: "ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم" (إنجيل يوحنا 17: 26).. إن الحب الكامل هو الحب بين الأقانيم الثلاثة وهذا هو أعظم حب في الوجود كله.

لكن قد يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة؟ وللرد نقول إن أي شيء ناقص في الله يعتبر ضد كماله الإلهي، كما أن أي شيء يزيد بلا داع يعتبر ضد كماله الإلهي. إن مساحة مثلث الحب هذا هي ما لا نهاية، أي أن مساحة الحب بين الأقانيم الثلاثة هي ما لا نهاية، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة، فأي كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله هذا الحب، فما الداعي لرأس رابع أو خامس؟!
  رد مع اقتباس