#2
الأماكن التي ذُكِرَ فيها السبعون
* اختيار السبعين وإرساليتهم ذكر في الإصحاح العاشر فقط من بشارة الإنجيل لمعلمنا لوقا البشير وهو أحد السبعين. أما اختيار الاثنى عشر وورود قائمة بأسمائهم فذكر في متى 10، ومرقس 3، ولوقا 6، وأعمال الرسل 1.
* نعرف أسماء الاثنى عشر وقد ذكرهم كتاب العهد الجديد كمرافقين وملازمين للمعلم العظيم يسوع المسيح.
أما السبعون تلميذاً فلم يذكر الإنجيل أسماءهم كما ذكر أسماء الاثنى عشر إنما وردت عنهم إشارات في مواضع متعددة من أسفار العهد الجديد مثل:
* عند رجوع المريمات من القبر أخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله (لو24: 9) والسبعون تلميذاً تشملهم عبارة "جميع الباقين".
* ظهر الرب بعد قيامته لتلميذي عمواس لوقا وكليوباس وكانا من السبعين تلميذاً.
* ولما رجع هذان التلميذان إلى أورشليم ودخلا العلية وجدا الأحد عشر مجتمعين والذين معهم (لو24: 33) ولا شك أن السبعين تلميذاً أو على الأقل بعضاً منهم تشملهم عبارة "والذين معهم".
* ولما أراد الرسل الأحد عشر تعيين واحد بدل يهوذا الإسخريوطي يكون معدوداً معهم ويكون شاهداً معهم بقيامته (أع 1: 22) وقف بطرس الرسول في وسط التلاميذ وكانوا عدة أسماء معاً نحو مائة وعشرين (أع 1: 15) والمائة وعشرون تشمل الرسل الأحد عشر.
والسبعين تلميذاً والنسوة تلميذات الرب وخادماته وغيرهم من محبي الرب.
* وفي هذا الاجتماع "أقاموا اثنين يوسف الذي يدعى برسابا الملقب يسطس ومتياس، وصلوا وألقوا القرعة فوقعت على متياس فحُسب مع الأحد عشر رسولاً" (أع1: 23- 26). . كان يوسف برسابا ومتياس من السبعين تلميذاً وبعد القرعة صار متياس من الاثنى عشر وظل يوسف في عداد السبعين.
* بعد أن ضرب الرب مثل الزارع أمام الجموع وهو يعلمهم انفرد بتلاميذه، ولما كان وحده سأله الذين حوله مع الاثنى عشر عن المثل فقال لهم قد أعطي لكم أن تعرفوا سر ملكوت السماوات (مر4: 10، 11) فلا بد أن الذين حوله بخلاف الاثنى عشر رسولاً كانوا هم السبعون تلميذاً.
* في معجزتي البركة وإشباع الجموع (مت 14: 14-21، مر8: 1-10) يخبرنا الإنجيل المقدس أن الرب يسوع بارك وكسّر وأعطى الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ أعطوا الجموع، ولا أعتقد أن كلمة "التلاميذ" هنا تعني الاثنى عشر فقط لأنهم لا يستطيعون خدمة هذه الجموع الغفيرة فمن المحتمل جداً أن يكون معهم السبعون تلميذاً حتى يستطيعوا توزيع الطعام على هذا العدد الهائل من الناس ثم يجمعون الكِسر والفضلات وينظفون المكان كما كان.
* السيد المسيح بعد قيامته قال للمريمات "اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل هناك يرونني" (مت 28: 10) "أما الأحد عشر تلميذاً فانطلقوا إلى الجليل إلى الجبل حيث أمرهم يسوع" (مت 28: 16) ولكنهم لم يذهبوا وحدهم بل أخذوا معهم حوالي خمسمائة أخ كما ذكر معلمنا بولس الرسول "ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة أخ" (1 كو 15: 6) ولما رأوه سجدوا له (مت 28: 17) وهؤلاء الخمسمائة أخ الذين ذهبوا مع الأحد عشر رسولاً كان من ضمنهم السبعون تلميذاً.
* إنجيل القديس مرقس هو أقدم الأناجيل الأربعة وكاتبه القديس مرقس من السبعين.
* يليه إنجيل القديس لوقا الطبيب الحبيب وهو إنجيل سهل وسلس ومدقق كما قال هو في بدايته "تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق" (لو 1: 3) والقديس لوقا الإنجيلي من السبعين.
* الأناجيل الأربعة كتبها أربعة إنجيليين، اثنان من الرسل الاثنا عشر واثنان من السبعين.
* عندما تم القبض على الرب يسوع وساقوه إلى المحاكمة تركه الجميع وهربوا ولكن تبعه شاب لابساً إزاراً على عريه، فأمسكه الشبان فترك الإزار وهرب منهم عرياناً (مر14: 50 – 52) وهذا الشاب هو مارمرقس الرسول أحد السبعين وكاروز الديار المصرية بعد ذلك.
* وردت أسماء الكثيرين من السبعين تلميذاً في سفر أعمال الرسل وفي رسائل الرسل وبالذات في رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية إصحاح 16 ورسالته الأولى إلى أهل كورنثوس إصحاح 16.
* وردت أسماء 27 من السبعين تلميذاً في سنكسار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تقرأ في حينها.
* تُعيِّد الكنيسة في 5 أبيب بعيد الرسل وذلك في ذكرى استشهاد القديس بطرس الرسول أحد الاثنى عشر والقديس بولس الرسول ثالث عشر الرسل، ويوجد في اليوم التالي له وهو السادس من أبيب عيد استشهاد القديس أولمباس الرسول وهو أحد السبعين، ونتمنى لو الكنيسة تهتم بهذا اليوم وتسميه عيد السبعين كما اهتمت بالخامس من أبيب وأسميته عيد الرسل وتعني بذلك الاثنى عشر رسولاً لأن السبعين تعبوا في الكرازة والخدمة والتبشير والاستشهاد كالاثنى عشر تماماً.
حينما فكرت في كتابة سير السبعين تلميذاً وجدت أمامي عدة جداول بها أسماء وسير مقتضبة وكل جدول يختلف عن الآخر اختلافاً كبيراً وسألت الكثيرين لعلي أصل إلى شيء محدد بخصوص أسمائهم ولكنني للأسف لم أصل إلى معلومات مهمة.
وبقدر أمكاني كتبت سير هذه القائمة من أسماء السبعين مسترشداً بالسنكسار وبالكتب والجداول التي وردت فيها أسماء السبعين، ورغم البحث والتدقيق لا أجرؤ وأقول أن هذه القائمة صحيحة مائة في المائة، ولكنها مجرد محاولة متواضعة لعلها تكون بداية لمحاولات أخرى من أناس مختصين ومتعمقين في التاريخ الكنسي والكتاب المقدس لعمل بحث أعمق وأدق وأشمل لسير هؤلاء السبعين الأبرار الذين هم أعمدة الكنيسة ومؤسسيها، وقد سفكت الغالبية العظمى منهم دمها من أجل الإيمان بالمسيح والخدمة والكرازة فكانت دماؤهم هي بذار الكنيسة التي نمت وترعرعت.
أقدم هذا الكتاب لأبناء كنيستي المحبوبة راجياً أن يرافق روح الله القدوس كل نسخة منه لتكون سبب بركة وفائدة روحية لكل من يقرأها ليتعرف على سير وجهادات وخدمة وكرازة أولئك السبعين تلميذاً الذين عينهم الرب بنفسه وعاينوا عظمته وخدمته ثم أرسلهم للخدمة فنجحوا في خدمتهم وهزموا الشيطان عدو البشرية ورجعوا للرب فرحين قائلين "يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك فرد الرب قائلاً رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء" (لو10) وقد شفوا مرضى كثيرين، وقد أخرجوا الكثيرين من ظلمات الوثنية وشرورها وقادوهم إلى الإيمان بالمسيح وأسسوا كنائس كثيرة وكانوا سبب بركة للمسيحية وللعالم كله.
بارك يا رب هذا العمل لمجد اسمك القدوس بصلوات تلاميذك السبعين الأطهار وبصلوات أبينا المكرم البابا الأنبا شنودة الثالث خليفة القديس مارمرقس الإنجيلي الرسول أحد السبعين وكاروز الديار المصرية.
ولإلهنا المجد في كنيسته وقديسيه آمين،،،