الموضوع
:
البابا كيرلس الكبير
عرض مشاركة واحدة
17 - 10 - 2021, 11:06 PM
رقم المشاركة : (
9
)
بشرى النهيسى
..::| VIP |::..
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
124929
تـاريخ التسجيـل :
Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
مصر
المشاركـــــــات :
25,621
رد: البابا كيرلس الكبير
ثامنًا: نهاية نسطور
* بعد صدور أمر الإمبراطور بنفي نسطور تقرر نفيه إلى ديره الأول بريبيوس الذي نشأ فيه أمام أبواب أنطاكية. كما نفى الإمبراطور عددًا كبيرًا من الأساقفة من اتباعه ومكث هذا المضل هناك في الدير أربع سنوات غير أنه لم يهدأ بل ظل ينفث سمومه بين الرهبان مما أغضب الإمبراطور الذي سبق أن حاباه فانقلب عليه وأصدر أمره بإحراق جميع مؤلفاته ونفيه إلى بلاد العرب ثم إلى أخميم وكانت عاصمة للإقليم التاسع من أقاليم جنوب مصر الـ22 وحيث أن المسيحيين هناك كانوا شديدي التمسك بإيمانهم ولا يخشى عليهم من وجوده مقيمًا بينهم، لأن إيمان أهلها أقوى من أن يتأثر ببدعته.. وظل هذا الخائن مقيمًا هناك حتى مات منبوذًا مكروهًا من الجميع ودفن في أخميم في سنة 450 م.
* وذكر المؤرخ الكنسي فيليب شاف انه لما مات نسطور اعتاد أقباط أخميم أن يرجموا قبره بالحجارة ويلقوا عليه القمامة والتراب حتى تكون من ذلك (كوم أو تل نسطور) ومازال هذا الموضع معروفًا بهذا الاسم حتى الآن ويوجد في النصف البحري الشرقي للمدينة.
وقد اختلف المؤرخون حول سبب موت نسطور:
* فقد ذكر المؤرخ شاف انه لما تملكه اليأس شدخ رأسه بحجر ومات منتحرًا.
* وقال ايفاجريوس Evagruis والى مصر أن الله قد ضربه بالدود الذي أكل لسانه النجس الذي كانت تنبعث منه التجاديف عقابًا له على تجديفه.
* بينما قال المؤرخ الكنسي (تاودوريتس) ان جسده كله فسد وتمزق. وأيا كانت النتيجة فقد كانت نهايته بشعة وشنيعة للغاية.
* وهكذا انتصر الحق وأجبر ذلك المضل على أن يشرب حتى الثمالة كأس الاضطهاد المر الذي سبق هو نفسه أيام جبروته، أن أجبر الآخرين الأبرياء على شربه.
* وكتب نسطور تاريخ حياته بعنوان (ماساة) وهلك مع سائر المبتدعين ومضطهدي الكنيسة الذين كانت نهايتهم البشعة بينه على قضاء الله العادل الذي يظهر قوته ومجده
وأسقفيته يأخذها آخر: دعا الإمبراطور المجمع المقدس الأفسسي للحضور إلى القسطنطينية لكي يقوم باختيار أسقف جديد بدلًا من نسطور ومنح الحرية لكل من يرغب في العودة إلى أبروشيته فرجع القديس كيرلس شبل ما مرقس منتصرًا.
* أما الآباء الأساقفة الذين مكنتهم ظروفهم من تلبية دعوة الإمبراطور فقد اجتمعوا معًا ووقع اختيارهم على الراهب مكسيميانوس الصريح في الإيمان فأقاموه على الكرسي الرسولي بدلًا من الخائن في 25 أكتوبر (تشرين الأول) عام 431 م.
مصير النسطورية بعد نسطور:
* بعد موت نسطور وخلع ونفى الأساقفة النسطوريين عن كراسيهم لم تمت البدعة النسطورية تمامًا لتمسك معلمي مدرسة الرها السريانية وتلاميذها بتعاليم نسطور ونشاطهم في نشر وترجمة مؤلفات مؤسسيها ديودوروس الطرسوسي وثيؤدور الأنطاكي إلى اللغات السريانية والأرمنية والفارسية واتخاذهم مدرسة أديسا Edessa اللاهوتية الشهيرة أكبر معقل لهم.
* وحدث انه لم طوردت النسطورية من الدولة وأغلق الإمبراطور زينون هذه المدرسة سنة 489 م. انتشر أنصارها في الشرق ومعهم بعض الكهنة وهناك شيدوا مقرًا لهم ورسموا رئيسًا عليهم ودعوه (جاثليقًا). ولجأ النسطوريون إلى جزيرة العرب وإيران والهند وحتى الصين.
* ولا يزال حتى الآن بعض النساطرة في جبل سنجار على حدود بلاد فارس وفي ملبار بالهند وشبه جزيرة العرب ووجدت النسطورية لها منفذًا إلى المسيحية في الكنيسة الغربية ومنها إلى الكنيسة الإغريقية الأرثوذكسية بواسطة الإرساليات. وقد اتخذ النساطرة بغداد مقرًا لرئاستهم وظلوا يتمتعون بحماية الخلفاء لهم في العراق حتى غزا تيمور لنك البلاد في القرن الرابع عشر واضطهدهم وأباد الكثيرين جدًا منهم. ومازالت الهرطقة النسطورية مستقرة في قطاعات منتظمة إلى اليوم في هذه الكنائس المتنوعة في الشرق.
تاسعًا: مؤلفات وكتابات وتدوينات البابا كيرلس الكبير
القسم الأول: تفاسير الأسفار المقدسة:
* وهى سبعة عشر كتابًا تحت عنوان العبادة بالروح والحق.. وثلاثة عشر كتابًا تعرف بالتفاسير الأنيقة وهى تغطى مختارات من كل أسفار العهد القديم وفي العهد الجديد تفسير إنجيل يوحنا ثم 156 عظة على إنجيل متى والرسالة إلى رومية وكورنثوس الثانية والعبرانيين.
منهجية البابا كيرلس عمود الدين في تفسيره للكتاب ومدارس التفسير
* القديس كيرلس عمود الدين كمفسر للكتاب المقدس إذ هو نموذج عظيم لواحد من آباء الكنيسة الذين عاشوا سر "الإعلان الإلهي"، ذلك السر الذي كشف وتحقق بتجسد السيد المسيح ومن خلال عمله الخلاصي من أجلنا ومن أجل خلاصنا، وبشر به "بشارة مفرحة" بالإنجيل.
* ومن خلال دراستنا لطريقة تفسير القديس كيرلس للكتاب المقدس نستطيع أن نتبيَّن مدارس التفسير التي كانت سائدة في العصور الأولى، وكيف تعامل معها القديس كيرلس بحكمة ووعى روحي ليقدم لنا في النهاية سمات التفسير الأرثوذكسي والتي يمكن فهمها من خلال الملامح الأساسية الآتية:
1- الأساس الخريستولوجي: إذ أن الإيمان الصحيح بسر التجسد والفداء هو ضرورة أساسية للتفسير السليم، إذ أن الكلمة المتجسد هو القانون والمعيار الذي يقاس عليه التفسير الأرثوذكسي.
2- الأساس الروحي: إذ أن الكلمة المكتوبة لها مفهومين، تاريخي وروحي. والذي يقودنا إلى التفسير الصحيح هو الإيمان إذ هو يسبق المعرفة، إذ بواسطة الإيمان يصل الإنسان إلى المعرفة الكاملة. والإيمان هنا هو المعرفة الصحيحة عن الله داخل حياة الفضيلة.
3- الأساس الكنسي: حيث يلجأ القديس كيرلس دائمًا إلى التعاليم والخبرة الكنسية معبرًا أن التقليد الكنسي هو المرشد والضامن للتفسير الكتابي السليم. ويركز على حقيقة الوحي الإلهي وحضور الروح القدس في الكنيسة، وعلى أهمية التقليد الذي يشمل الإيمان المستقيم والعقيدة الصحيحة، وعلى العبادة الليتورجية داخل الكنيسة، وعلى الحياة الروحية في الفضيلة.
* يعتبر القديس كيرلس الإسكندري (370-444 م.) من المفسرين العظماء للكتاب المقدس في تاريخ الكنيسة، وبينما اتبع الطريقة الأوريجانية لتفسير العهد القديم، ظل محافظًا على العقيدة من سوء التفسير الرمزي. إن العقيدة الخريستولوجية ضد (أريوس، نسطور، أبوليناريوس، افنوميوس) تمثل الأساس لفهم كل شروحاته وتفسيراته للكتاب، وهو يربط ربطًا محكمًا بين الشروحات وعقيدة الكنيسة.
* ولأن القديس كيرلس ربط بين التفسير واحتياجات الكنيسة التعليمية في عصره فقد يفهم إنه انطلق من العقيدة ليفسر الكتاب ولكن العكس صحيح. بدون شك لا ينتمي القديس كيرلس إلى المتطرفين الغيورين للتفسير الرمزي وفي نفس الوقت لم يوجد معاديًا للمدرسة الأنطاكية فلقد استخدم الرمزية allhgorikh مع النموذجية (النمطية) أو المثالية Tupologikh
أ- العهد القديم:
* إن تفاسير القديس كيرلس للعهد القديم تعتبر من أقدم كتاباته، فقد كتب "العبادة بالروح والحق" في صورة حوار بينه وبين بلاديوس، وهو شرح رمزي ونمطي، ويشمل الكتاب 17 فصلًا. وموضوع الكتاب الرئيسي كيف أن الناموس قد ألغى فقط بحسب الحرف وليس بحسب الروح.
* في رأى القديس كيرلس: كل شيء يحويه العهد القديم هو صورة ورمز وظلال للعبادة بالروح والحق. في الفصول الأولى ينشغل كيرلس بخطية آدم ويناقش مسألة تحرر الإنسانية من عبودية الخطية والشيطان ويؤكد أن التحرر لا يأتي إلا من المسيح ويستمر في هذا الموضوع حتى الفصلين الرابع والخامس ليؤكد على أهمية الدور الإنساني في حفظ هذا الخلاص لذا يشدد على أهمية قرار وإصرار الإرادة الإنسانية في أن تخلص. وكتب أيضًا في هذه الفترة (Ta Glafura) "تعليقات" من ثلاث عشر فصلًا وهو يكمل ما كتبه سابقًا في "العبادة بالروح والحق" ولكنه لم يكن في صورة حوار، ما يخص سفر التكوين سبعة فصول،
* وثلاث فصول لسفر الخروج، وثلاث فصول كل واحد منها لسفر اللاويين، سفر العدد، سفر التثنية.
* أيضًا كتب في هذه الفترة تفسيره لسفر إشعياء والذي شغل مجلدًا كاملًا (رقم 70) في سلسلة Migne، ومذكراته في الأنبياء الصغار.
* في هذه الكتابات اتبع القديس كيرلس التقليد الإسكندري في التفسير، إذ ترك الحرف والتاريخ ودخل في قلب النص مفتشًا على الثمر الروحي اللازم للغذاء. لقد وضع كيرلس أساس التفسير وهو التفتيش على "المعنى الروحي" وراء الحرف. القديس كيرلس محق في تطبيقه هذه الطريقة في التفسير للعهد القديم لأن الناموس يعطى فقط صور ورموز للحقيقة، هو الظلال، لذلك قد بَطُل، ولكن كيرلس يشدد على أن الإبطال تم بحسب الحرف وليس بحسب محتواه الروحي وأهميته الروحية، ومن هنا نرى أن الناموس- كما يعلن القديس كيرلس - حفظ فاعليته حتى اليوم ولكن بحسب مفهومه الروحي.
* يركز القديس كيرلس في كتاباته على الصورة القديمة التي للكنيسة في قلب العهد القديم، كذلك في كتابه "تعليقات" يركز على أن "سر المسيح" رمز إليه وصور في كتب موسى الخمسة "التوراة".
* أن شروحات القديس كيرلس لأسفار الملوك، نشيد الإنشاد، والأنبياء حزقيال، إرميا، باروخ، دانيال قد بقى منها مقاطع صغيرة.
* ولا ننسى إنه قد شرح (ق. كيرلس) سفر المزامير وذلك بحسب رأى "فوتيوس" في القرن العاشر.
الأوسمة والجوائز لـ »
بشرى النهيسى
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
بشرى النهيسى
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
بشرى النهيسى
المواضيع
لا توجد مواضيع
بشرى النهيسى
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى بشرى النهيسى
البحث عن كل مشاركات بشرى النهيسى