الشهيدة فبرونيا
الخدعة المقدسة:
وفي الحال فكّرت الراهبة فبرونيا في طريقة لكي تتخلص منهم فطلبت رئيسهم. فلما حضر قالت له سأقول لك سر عظيم شرط أن تتركني.
أما هو فوعدها بذلك.
قالت له: إن أجدادنا كانوا حكماء، وقد اكتشفوا سرًّا سلّموه لأبنائهم، وهو أنه يوجد زيت حينما يُتلى عليه بعض الصلوات ويدهن به الرقاب لا يؤثر فيه السيف. وأنتم دائمًا في حروب كثيرة، وهذا الزيت لا غِنَى عنه فهل تريده؟
فقال: نعم.
فأحضرت هذه الراهبة التقيّة قليلًا من الزيت، وقالت له: سأريك كَمْ هي قوته. ودهنت رقبتها وأمرت أكبر سيَّاف بضربها لكي تُثبت لهم ما زعمت به.
فضربها السَيَّاف فانفصلت رأسها عن جسدها وتدحرجت على الأرض.. فَذُهِل القائد والجنود لمحبتها في أن تتخلص منهم، وعلموا أنها خدعة لكي تهرب منهم. وندموا على ما بدر منهم، ثم تركوا الدير وما نهبوه منه متأثرين لما حدث.
ويُعَيَّد لها في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 29 توت.