الموضوع
:
اختيار راعوث
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
30 - 06 - 2021, 05:21 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,322,000
اختيار راعوث
اختيار راعوث
فقالت راعوث: لا تلحي عليَّ أن أتركك وأرجع عنكِ،
لأنه حيثما ذهبتِ أذهب، وحيثما بتِ أبيت.
شعبك شعبي، وإلهك إلهي
( را 1: 16 )
غريب أن نرى نُعمي تنصح كنتيها بل وتلح على كل واحدة منهما أن ترجع إلى بيت أمها لتحيا في موآب. ولقد لاقت راعوث مشورة نعمي بألم كثير، وحزن شديد، وكأنها أرادت أن لا تُزاد لها كلمة، فقالت لنعمي: «لا تلّحي عليَّ أن أتركك وأرجع عنكِ». لكن تُرى هل نتج هذا الحزن في قلبها من مجرد محبتها لنعمي فقط؟ لو كانت راعوث قد رجعت إلى موآب، لكانت تجد لها أمًا وأبًا وأقارب وصديقات. وهلا يُحسب هؤلاء جميعًا أكثر من حماة واحدة؟ إذًأ لا بد من أن يكون هناك سبب آخر لحزن نفس راعوث. فلنصغِ لقولها لنعمي: «حيثما ذهبتِ أذهب، وحيثما بتِ أبيت»، وماذا كانت تعني راعوث بهذا الكلام؟ لا شك أنها كانت تعني أنها تفضل البقاء في شركة مع نعمي المؤمنة بالله، عن التمتع بالشركة مع أهلها في موآب، وإذ نتقدم قليلاً في التأمل في ما قالته راعوث لحماتها، ينكشف لنا أكثر مما كانت تكنه راعوث في نفسها، إذ تقول لنعمي: «شعبك شعبي وإلهك إلهي»، فلم يكن الدافع لها مجرد تعلقها بنعمي فقط، بل رغبتها أكثر في الوجود مع شعب الرب دون الذين لها حسب الجسد، وفي الاحتماء بالرب إله إسرائيل دون آلهتها.
من هذا نرى أن قلب راعوث كان قد اتجه إلى الرب، وأن الرب قد ملك عليها عواطفها، وهي ترى أنه لا يشبعها سوى شركتها معه في وسط شعبه في ذلك المكان الذي أعده لهم، أي في بيت لحم يهوذا.
ما أمجد عمل الله في النفس! مَنْ كان يظن أن قلب راعوث يُجتذب إلى الله وهي في أرض موآب؟ ومَنْ كان يتصوّر أن إيمانها يقوى وينتصر على الرغم من كل العوامل التي كانت تُحيط بها؟ إن الله فيه الكفاية، وهو في كل حال، يستطيع أن يغذي النفس ويرويها لتُثمر ثمرًا نفيسًا مُبهجًا لعينيه، مُسرًا لعواطف قلبه.
هل تشعر أيها الأخ بثقل شر هذه الأيام؟ لا تَخُر، فالذي سند نفس راعوث وقوّاها، يسند نفسك أيضًا، فقط اتكل عليه، فهو لا يعجز في أمر، وهو يحب الذين له، ومحبته كاملة.
ولما لم تجد نعمي فائدة، كفّت عن الإلحاح على راعوث، وانتصرت النعمة انتصارها الباهر وشرعت راعوث تسير جنبًا إلى جنب مع نعمي في طريقهما إلى بيت لحم يهوذا. .
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem