[walaa farouk]

كان بطرس طالبا بكلية الهندسة مسيحيا تقيا شديد الذكاء عظيم الاجتهاد.ولذلك كان ينجح بامتياز فى جميع امتحاناته بل كان ترتيبه الاول باستمرار.
وبعدما تخرج حصل على اذن بالسفر فى بعثة خارجية الى احدى البلدان الاوروبية حيث يتابع دراسات عليا يحصل بعدها على الدكتوراه ليعود الى مصر ويعين فى ارقى الوظائف.
واعد بطرس كل مايحتاج للرحلة وفى موعد قيام الباخرة من الميناء ذهب فوجد انها ستتأخر عن القيام ساعة لظروف قاهرة.
ففضل ان يقضى تلك الساعة فى حديقة عامة يتمتع فيها برؤية الاشجار والطيور والازهار حتى يحين موعد رحيل الباخرة.
وشد انتباهه وردتان جميلتان جدا فى احد احواض الحديقة فمد يده وقطفهما وبدأ يشمهما فى سرور وارتياح ولكن يدا غليظة قوية امسكت بكتفه عند ذلك واذا به يسمع خلفه الجندى المكلف بحراسة الحديقة وهو يقول له كيف تتجرأ وتقطف الورد النادر من هذه الحديقة ؟؟؟
فقال بطرس : انى اسف جدا.
فقال الشرطى : وماذا يفيدنى الاسف ؟ انها مخالفة خطيرة تستحق الغرامة.
فقال بطرس : خذ منى اى غرامة تشاء.
فقال الشرطى : ليس هنا لابد من عمل محضر فى قسم الشرطة اولا حيث تقدر الغرامة .....امامى الى القسم.
فذهل بطرس وقال : انى مسافر بالباخرة بعد قليل وذهابى الى القسم معناه ضياع فرصة البعثة وهذا يؤثر جدا على مستقبلى.ارجوك.خذ ماتشاء واطلقنى.
ولكن الشرطى لم يستجب للرجاء ونفذ رأيه وتوجه به الى القسم وعمل المحضر ودفع الغرامة ثم اطلق سراح بطرس ولكن بعد ان كانت الباخرة قد اقلعت!!!
ولك ان تتصور مقدار حزن بطرس ! ولكن سرعان ماتذكر الهه وقال : ياربى يسوع المسيح .لك الامر.حكمتك عظيمة دبر امورى.لن يهتز ايمانى بك.
وفى اليوم التالى نشرت الصحف جميعها وبخط عريض كبير.نبأ غرق باخرة بجميع ركابها بعد ان قلبتها العواصف والامواج.وكانت هى الباخرة التى لم يتمكن بطرس من ركوبها !
وعرف الشاب التقى ان الله سمح بتأخيره لا ليحدث له ضرر ولكن لكى ينجو من الغرق.