2- النظام الاجتماعى القومى في آسيا الصغرى:
كان الاتجاه العام في أيام الحكم الرومانى، هو امتصاص الأناضوليين الأصليين في المدن اليونانية والمواطنة الرومانية، ولكن في العصر الرسولي، لم تكن هذه العمليات قد تعمقت في داخل الاقليم، وكان النظام الأجتماعى القومى مازال قائما يعيش في ظله قطاع كبير من السكان، وكان يجمع بين الشكل الثيوقراطى (حكم رجال الدين) للحكومة وأنماط مشتقة من مجتمعات منقرضة كانت السيادة فيها للأم. وكان مركز المجتمع القومى هو معبد الإله بمجموعته الكبيرة من الكهنة الذين يعيشون من موارد المعبد، وسائر الشعب الذين كانوا خداما أو عبيدا للإله يعملون في مزارع المعبد، وكانت القرى التي يعيش فيها هؤلاء العمال ملاصقة للمعبد. وكان للكهنة (أو الكاهن) السلطة المطلقة على الشعب. وكانت هناك طبقة " مقدسة " تقوم بخدمات خاصة (ربما لفترة محددة) في المعبد، وكانت هذه تتضمن أحيانا – في حالة النساء – ممارسة الدعارة الدينية. ففى أحد النقوش تفخر امرأة من ليديا (من طبقة رفيعة كما بيدو من أسمها الرومانى) بأنها من سلالة خدمت الآلهة بهذه الطريقة وأنها هي نفسها قد مارستها، وكانت أولئك النسوة يتزوجن فيما بعد من طبقتهن دون أن يكون في عملهن هذا أي عار. وكثير من النقوش تدل على أن الإله (عن طريق كهنته) كان له الاشراف الدقيق على كل الحياة الأدبية واليومية لشعبه، لقد كان حاكمهم وقاضيهم ومعينهم وشافيهم.