[walaa farouk]

لقد تعبت يا أبي وأفكر في الاستسلام ، أفكر أن أكُف عن التشبُّث بالحياة
، فكما ترى لقد أصبحت معاناتي أكبر من قدرتي على الاحتمال .
ومع الوقت تزداد الأصوات داخل ذهني تدفعني للموت دفعاً .
ولا أدري حقاً مصدر تلك الأصوات ، أهي أرواح ساكنة بداخلي ؟
أم هو عقلي المُرهق يخدعني من كثرة التعب ويدفعني للموت طلباً للراحة ؟!
لا أعلم ... أنا حقاً لا أعلم شئ ...
ولا أرغب في شئ الا أن أختفي من تلك الحياة القاسية ،
أريد أن أرتاح فقط ... وإن كان الموت هو من سيريحني فلن أتردد لحظة عنه .
وبعيداً عن كل هذا ، أتدري يا أبي ما يُخيفني حقاً أكثر من الموت نفسه ؟ صمتك .
تواريك خلف الستار وسط ذروة الأحداث ، سكوتك وغموضك في أكثر أوقاتي احتياجاً ...
وكأنك توقفت عن محبتي ، وكأني لم أعد " ابنك المُدلل " كما اعتدت أن تدعوني
، وكأن وجعي لم يعُد يوقظ ذراعك الحنون ليحتضنّي وسط نوبات هلعي
فأهدأ وأنام مطمئناً كما اعتدتُ معك ...
أنظر ، أنا أعلم أني ابن مُتعب و" معيوب " ولكنك وعدتني بأنك لن تتركني مهما حدث .
.. لن تخذلني مثل الباقين ... فأنت لستَ مثلهم ... وتحبني حقاً ! اليست تلك كلماتك لي ؟
أليست تلك وعودك العظيمة المُزينة ؟ " محبة أبدية .. " أتذكر ؟؟
أم أنك تنسى وعودك أنت ايضا ؟ أو أنك من البداية كنت مثلهم ،
وقد سئمت الحياة معي منذ رأيت تلك الندوب والتشوهات العميقة بداخلي !
أرجوك يا أبي لا تتركني ، فأنت رجائي الوحيد الباقي
. إن إختفيت اختفت حياتي معك ... وإن أغلقت ذراعيك في وجهي لن أصمد امام تلك الأمواج العالية
، أرجوك يا أبي ... عُد وكُن أبي كما إعتدت . عُد واحتضني بمحبتك
، فقلبي يتجمد من شدة الوحدة . عُد وأغمرني بالحياة ،
فالموت يجتاح روحي المسكينة ولا من مُنقذ ...

يوميات انسان 💔