عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 05 - 2012, 05:59 AM
الصورة الرمزية بنتك يايسوع
 
بنتك يايسوع Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنتك يايسوع غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 30
الـــــدولـــــــــــة : قلب بابا يسوع
المشاركـــــــات : 14,439

من هو الأكبر أو الأول

العمل في كرم الرب ، لا يعرف في قاموسه من الأكبر أو من الأول !!. الله اختار
شعب إسرائيل لكي يأتي بواسطته المسيح إلي العالم ، لا لأن هذا الشعب أفضل
من غيره ، بل لكي يؤدبه ويحضره لإستقبال المسيح . كذلك اختار الله الأنبياء
وأرسلهم ، ليذكروا الشعب بمسؤوليات هذا الإختبار الإلهي له ، أي ينقلوا رسالة
الله . أيضاً ، اختار السيد المسيح الرسل الأثني عشر ، لكي يدربهم ويوكل إليهم
نشر رسالة الأنجيل للعالم أجمع . والكنيسة هي التي تشهد للمسيح وتحمل نور
المسيح للبشرية كلها . بأختصار ، الله يعمل بواسطة البشر ، فيختار البعض منهم
، فيقبل هؤلاء هذا الأختيار محملين أنفسهم بذلك القبول بمسؤولية القيام بالرسالة
التي وكلهم الله بها ، مقتنعين دوماً بأن الله هوالأساس وأن الرسالة له ، وأنهم
عبيد بطالون ليس إلا ، اؤتمنوا علي حقيقة ليست لهم بل لله . وأنهم لن يكونوا
أمناء لهذا الإختيار إلا بقدر ما يجعلون شعارهم في الخدمة " ينبغي أن ذلك يزيد
وأني أنا أنقص " ( يوحنا 3 : 30 ) .ينبغي أن تكون الخدمة من أجل بنيان جسد
المسيح ، أي الكنيسة والكنيسة في نظرنا اسمي وأبقي من أي شخص كان ،
والعمل الكنسي لا يبني إلا إذا كان متجرداً من الذات . وبما أن الخادم يحمل نور
الله إلي الناس فإن نور الله لا يغمرنا إلا إذا انفتحنا له . وهذا الإنفتاح أليم ، لأنه
يتطلب الإنسلاخ عن (( الأنا )) . للأسف ، بعض الكهنة أو الخدام ، يتصرفون
وكأنهم معصومون من الخطأ ، فلا يقبلون أن يقال في آرائهم ما قيل في آراء
أعظم آباء الكنيسة وأقدسهم . فكل رأي بشري قابل للنقد ، خاصة إذا كان النقد
يصب في صالح الكنيسة . من هنا ، يرجي التخلي عن (( الأنا )) : أنا قلت ... أنا
أمرت ... أنا أفهم أحسن ... أنا ... ، كذلك أن نكن الإحترام والمودة للأشخاص
الذين ينتقدوننا .
من جهة أخري ، الخدمة تحتاج إلي الشباب والناضجين في آن معاً : إلي حماس
الشباب وإلي خبرة من عرف الحياة . النوعان يشكلان واحداً
لا يتجزأ ، ولا غني للواحد منهما عن الآخر . المهم أن الذي يخدم يجعل نصب
عينيه أنه يعمل لحساب المسيح وبنيان الكنيسة . وللأسف ، نري الخدام الحداثى
والخدام القدامى يتراشقوا التهم المتبادلة : الخدام القدامى يعيبون غلي الخدام
الحداثى ضآلة الوقت الذي يخصصونه للصلاة وقراءة الكتاب المقدس ، وينصرفون
لممارسة نشاطات فارغة . أما الخدام الحداثى من جهتهم ، ينتقدون الخدام القدمى
لإنعزالهم داخل فكر محافظ عقيم ، غير مبالين بمشاكل العالم ، منفردين وسط برج
عاجى . في حين أن الوضع السليم هو : يجب علي الخدام الحداثى أن يكونوا
مستعدين للإصغاء والإفادة من خبرات الأكبر سناً والتمثل بالفضائل التي يعيشونها
. وعلي الخدام الأكبر سناً – من جهتهم – أن يتذكروا أنهم ما لم يعودوا ويكونوا
كالأطفال الصغار لن يدخلوا ملكوت السموات .
الخادم الروحي الحقيقي ، هو ذال الذي يوجه دون أن يفرض ، خاصة يفرض ذاته
. من يتوقف عند الماضي ويقول : في عهدي ... في أيامى ، يكون قد كف عن
الحياة . وهنا تكمن أصعب تجربة يمر بها بعض الخدام القدامى . إنهم يعيشون في
ماضيهم ويرغبون في فرض مفاهيمهم دون تمييز . في الطرف الآخر ، هناك
نشاطات متطرفة لدي بعض الخدام الحداثى ، ممن ينتقدون كل شئ ، ويرغبون في
تغيير كل شئ ، وهم متناسين التأصل في التقليد الصحيح للكنيسة ، ويستخدمون
اساليب العالم للوصول إلي أهدافهم ينبغي علي الخدام القدامى أن يتأكدوا أن
الأزمنة القديمة قد تغيرت ، وينبغي إذاً تجديد الوسائل واشكال التعبير ، لتصبح هذه
ملائمة لذهنية اليوم . كما يجب علي الخدام الحداثى أن يتعلموا مزيداً من الصبر
والتواضع لتغيير الأساليب مع الإبقاء علي الجوهر .
رد مع اقتباس