عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 05 - 2020, 08:49 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,355

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

[4] الدم في العهد الجديد:
ترد كلمة خ±ل¼·خ¼خ± (دم) حوالي 97 مرة، حيث تُستخدم للدلالة على الدم الإنساني حرفياً ومجازاً:
حرفياً: [وامرأة بنزف دم مُنذُ اثنتي عشر سنة] & [وكان حاضراً في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم] & [ولكن واحداً من العَسكَر طعن جنبه بالحربة، وللوقت خرج دَمٍ وماء] [1]
ومجازاً من جهة الحكم: [لكي يأتي عليكم كل دمٍ ذكي سُفك على الأرض، من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن بَرَخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحق أقول لكم: إن هذا كله يأتي على هذا الجيل] [2]
وتأتي بمعنى قوي من جهة الجهاد ضد الشرّ والخطية [لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية] [3]
وكما تأتي الكلمة أيضاً لتُعبَّر عن دم الحيوانات عموماً [بل يُرسَلْ إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام، والزنا، والمخنوق، والدم.. أن تمتنعوا عما ذُبح للأصنام، وعن الدم، والمخنوق، والزنا، التي إن حَفظتم أنفسكم منها فنِعِمّا تفعلون. كونوا معافين] [4]؛ وتعبر أيضاً عن دم الذبائح بوجه خاص: [وقد ذكرت بهذا المعنى في عبرانيين حوالي 12 مرة]

وطبعاً تأتي بشكل أكثر أهمية كتعبير لاهوتي عن دم المسيح، حيث أنها رُبطت مباشرة حوالي 25 مرة تقريباً بأهمية الخلاص بموت ربنا يسوع؛ وأيضاً كإشارة رؤيويه (حوالي 9 مرات).
=============================
[4- أ] كلمة خ±ل¼·خ¼خ± (دم) ترد كدم إنساني حامل للحياة ومتصل بالجسد:
[الذين ولدوا ليس من دمٍ ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل] [5]
والتعبير إراقة الدم يُشير إلى موت عنيف لشخص على يد آخرين [أرجلهم سريعة إلى سفك الدم][6]
وبالطريقة نفسها دم يسوع يُمكن أن يُشير إلى موته العنيف وسفك دمٍ بريء، وهذا ظاهر في اعترافات يهوذا وبيلاطس والشعب وكهنة إسرائيل ورؤسائهم: [حينئذٍ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دينَ، فندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاً: قد أخطأت إذ سلَّمتُ دماً بريئاً [7]؛ فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئاً، بل بالحري يحدث شغب، أخذ ماءً وغسل يديه قُدام الجمع قائلاً: إني بريء من دم هذا البار! أبصروا أنتم! فأجاب جميع الشعب وقالوا: دمه علينا وعلى أولادنا [8]؛ فلما أحضروهم (الرسل) أوقفوهم في المجمع فسألهم رئيس الكهنة قائلاً: "أما أوصيناكم وصية أن لا تُعلِّموا بهذا الاسم؟ وها أنتم ملأتم أورشليم بتعليمكم، وتريدون أن تجلبوا علينا دم هذا الإنسان] [9]

وبما إن الله هو وحده رب لكل حياة، لأنه هو الواهب الحياة لكل أحد، فهو الخالق العظيم ولا سلطان لآخر على حياة أحد مهما كان وضعه أو سلطانه الديني أو السياسي أو القضائي (وليس معنى هذا أن القضاء لا يسري كقانون على أي إنسان، بل الكلام هنا يخص السلطان على حياة الناس)، فالله وحده من يهب الحياة ويأخذها، لأنها منه وإليه، حتى لو القضاء حكم بعدل بموت إنسان لأنه قاتل، فهو بذلك لا يضع سلطانه على النفس إطلاقاً لأنه لا يقدر، بل يحكم حكم العدل حسب الأمر الإلهي، من قَتل يُقتل، ولكن عن طريق القضاء فقط بحكم عادل بعد تحري الدقة حتى لو أخذت أيام وشهور، لأن أي حكم مُتسرع أو باطل عن قصد، فأنه كفيل بأن يضع الإنسان في مواجهة مع الله تحت دينونته العادلة، لأنه حكم بالتواء بلا عدل وسفك دماً بريئاً بتسرع دون أن يتأكد تماماً أنه قاتل فعلاً وعن سبق إصرار وترصد.

فالله كرب الحياة ومانحها وحده، لذلك فهو من يُسيطر على الدم والحياة الإنسانية، وهو من يقتص للدم الإنساني البريء [10]، وعلى الأخص دم الشهداء من أنبياء ورجال صالحين أتقياء ومُحبين اسمه، أي المؤمنين به المقتولين ظلماً وعدواناً لأن اسمه عليهم [وتقولون لو كنا في أيام آباءنا لما شاركناهم في دم الأنبياء. فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء. فاملأوا أنتم مكيال آبائكم.. ها أنا أُرسل إليكم أنبياء وحُكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة إلى مدينة. لكي يأتي عليكم كل دمٍ زكي سُفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا ابن براخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحق أقول لكم أن هذا كله يأتي على هذا الجيل] [11]

وكما نرى في سفر الرؤيا صراخ الأبرار للانتقام لدمهم المراق بسبب بذل حياتهم في سبيل كلمة الله، وطبعاً الانتقام هنا بمعنى الدينونة الأخيرة وانتهاء الأزمنة، وليس معنى الانتقام كتشفي أو دفع ثمن أو أن رغبتهم أن ربنا ينتقم من أعدائهم بالمعنى الانتقامي، فالدينونة تأتي على من سفك دمٍ بريء لأن الدم يصرخ إلى الله، كما قال في العهد القديم لقايين: [ماذا فعلت صوت دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض. فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك][12]
  رد مع اقتباس