عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 05 - 2020, 08:47 PM   رقم المشاركة : ( 54 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

ثانياً بعض الملاحظات الهامة لفهم الشرح عن الذبائح
[أ] - الذبيحة كهبة
أولاً لا بُد أن ندرك أن الذبيحة هي هبة لا رجعة فيها، وذلك لأنها تُذبح كما قلنا سابقاً [وهذا يتضح لمن قرأ الموضوع بدقة منذ بدايته]، فهي تُقدم لله بكمال الوعي والإدراك، بحرية واختيار، بكمال الإرادة الحرة، بمعنى أن حينما تُقدم الذبيحة فمقدمها له الحرية أن يقدم أو لا يُقدم، إنما بفرح محبة الله يُقدم – بحرية إرادته واختياره – ذبيحة صحيحة، كاملة بلا عيب، كهبة مستحيل أن يفكر أن يردها أو يتراجع عن تقديمها، بل يقدمها مرة واحدة لتُذبح فلا تُرد، وهي فيها إجلال وشكر مع طاعة واضحة، طاعة واعية جداً لمشيئة الله، تعي وتعرف وتدرك مسرته.
وهذه الهبة حينما تُقدَّم بهذا المعنى، تُنشئ مسرة خاصة، لذلك كانت ذبيحة المحرقة حينما تقدَّم تُذبح وتحرق بالتمام، فيستنشقها Inhale الله للرضا والمسرة [2]

وحينما نبحث عما يَسُرَّ الله، نجد أن كل سروره في سماع صوته أي الطاعة، لذلك تُعتبر أول ذبيحة تُقدم لله هي المحرقة، التي تدل على الطاعة الكاملة لله (كما سوف نرى في شرح ذبيحة المحرقة بكل تفاصيلها وبكل دقة): [بذبيحة وتقدمة لم تسر أذني فتحت، محرقة وذبيحة خطية لم تطلب، حينئذ قلت هانذا جئت بدرج الكتاب مكتوب عني أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت وشريعتك في وسط أحشائي][3]

ولننتبه للكلام هنا بكل حرص ودقة شديدة، فآدم سقط بالعصيان، حينما خالف وصية الله ولم يستمع لصوت الرب الذي نبهه لطريق الموت، وطلب منه أن يختار الحياة، فلم يسمع آدم وخالف الوصية، وهكذا ظل الإنسان يعصى الله ولا يتمم مشيئته ولا إرادته، وإلى اليوم – رغم أننا في العهد الجديد – لا زال الإنسان لا يسمع صوت الله ويطيع وصاياه أو حتى على الأقل يعلن احتياجه الروحي إليه، ويطلب مشيئته، ويرجع للرب ويتوب توبة حقيقية: [ألستم تعلمون أن الذي تقدمون ذواتكم له عبيدا للطاعة، أنتم عبيد للذي تطيعونه: إما للخطية للموت أو للطاعة للبر] [4]

ولأن الإنسان أصبح غير قادر أن يُرضي الله لأن أذنه لم تُفتح بعد – بسبب قساوة القلب نتيجة العصيان الدائم – فلم يتعرَّف على صوت الله ولا مشيئته، لذلك لم يعد بقادر أن يقدم طاعة؛ لذلك أتى رب المجد يسوع لابساً جسم بشريتنا ليُعطي لنا قوة الطاعة بتقديم ذاته ذبيحة محرقة، فتنسم أبوه الصالح عند المساء [وقت صلبه وموته] رائحة سرور ورضا: [لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً] [5]

ومن هنا نقدر أن نفهم كل كلام الرب يسوع الذي قاله – وتعثر فيه الكثيرين – في جثسيماني، وعن أنه ينبغي أن يتمم مشيئة الآب ويتمم عمله حسب التدبير، وأن يشرب الكأس بالتمام، وبخاصة الكلام الذي يظنه الناس أنه كان صراعاً مع الآب في قبول الكأس أو رفضها، مع أنه يكشف حال البشرية ويفضح قلبها العنيد في عدم طاعتها لله، ويُظهر طاعته الكاملة لمشيئة الآب وتتميم عمله بوضوح بالرغم من التكلفة، وذلك ليكون ظاهراً لنا، ويكون هذا هو لسان حالنا فيه، حينما نستفيد من ذبيحته وندخل في سرّ تجسده باتحادنا به كما وهب لنا فيه وأعطانا، فتُقبل تقدمة أنفسنا فيه وتظهر طاعتنا به لمشيئة الآب، فنصير فيه رائحة مسرة في ذبيحته الخاصة لأجلنا (كما سوف نرى بأكثر دقة ووضوح في شرح ذبيحة المحرقة)
========================
  رد مع اقتباس