عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 05 - 2020, 08:47 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,656

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

ذبيحة الصليب في ضوء ذبائح العهد القديم
أولاً تمهيــــــــــــــــــــــــــد

سنقوم في هذا الجزء بتوضيح عمل ذبيحة المسيح المُتميزة والمتفوقة بما لا يُقاس:
فينبغي لنا أن نعلم أنهُ لم يكن ممكناً بأي حال من الأحوال أن يوفي العهد القديم أو يُغطي ويوضح عمل ذبيحة المسيح يسوع بنوعٍ واحد من الذبائح، أو في طقس واحد من الطقوس المتعددة التي نراها فيه، وعلى الأخص في سفر اللاويين الذي اختص بهذه التفاصيل بكل دقة.
فذبيحة الصليب، ذبيحة فائقة مُميزة وفريدة جداً من نوعها وفي إمكانيتها، لأنها متسعة جداً، لأن الذبيح هو ابن الله القدوس الحي، فكيف ممكن أن يُحد في ذبيحة أو طقس مهما ما بلغ من دقة الشرح وشدة التفاصيل بكل طولها وعرضها واتساعها!!!

عموماً نرى في سفر اللاويين الإصحاح الخامس أنواع مختلفة كثيرة من الذبائح والتقدمات، كل منها يُعلن عن جانب أو جوانب معينة من جوانب الصليب ويشرحها بكل دقة، ومع هذا يُمكننا أن نقول بأن هذه الأنواع جميعها بطقوسها الطويلة والدقيقة والمتباينة، قد عجزت تماماً عن كشف كل أسرار الصليب لنا، مع أنها وضعت ملامح قوية لنغوص فيها وندخل في سرها العظيم.
وقد قدَّم لنا العهد القديم – بترتيب مُحكم وتنظيم إلهي فائق – رموزاً وتشبيهات وأحداث كثيرة مُكثفة جداُ عَبّر الأجيال، لعلها تدخل بنا إلى أعماق جديدة لهذا السر العظيم والفائق لمداركنا جداً، وهو سرّ الصليب.
ويقول القديس إفرام السرياني: [السرّ الذي كان الخلاص مزمعاً به (أي يدل عليه)، وهو هرق دم الإله المتجسد الذي هو وحده إنسان بلا عيب، بلا خطية، سبق بذلك عليه وأُشار إليه برموز وأمثال، حتى إذا جاء الخلاص الحقيقي بالذبيحة التي تقدر على خلاص الخطاة، يعلم كل من يؤمن أن إليها كانت الإشارة والرموز] [1]
عموماً الذبائح والتقدمات المذكورة في سفر اللاويين فهي كالتالي:
1 – ذبيحة المحرقة [إصحاح 1]
2 – تقدمة القربان [إصحاح 2]
3 – ذبيحة السلامة [إصحاح 3]
4 – ذبيحة الخطية [إصحاح 4، إصحاح 5: 1 – 13]
5 – ذبيحة الإثم [إصحاح 5: 14 إلى إصحاح 6: 7]
ولابد من أن ننتبه لبعض الأشياء أو نضع بعض الملاحظات، قبل أن ندخل في شرح تفصيلي لأنواع الذبيحة ونربطها بصليب ربنا يسوع لنفهم ونستوعب سرّ عمل الله الخلاصي المتسع جداً، أي نستوعب سرّ خلاصنا وندخل إليه لنعيشه ونحياه كخبرة واقعية في حياتنا الشخصية واليومية، لأنه ينبغي أن ننتبه لهذا الموضوع جيداً جداً، لأن حينما شرعت في كتابته لم أقصد قط أن أكتب معلومات لمحبي المعرفة بالشيء أو للدارسين، ولكني كتبت الترتيب الإلهي لإظهار قصد الله المُعلن في كلمته التي تُعلِّمنا طريق الخلاص لنسير فيه، لكي نبدأ السير الفعلي – على المستوى العملي المُعاش – في طريق خلاصنا بمعرفته بدقة حسب التعليم الإلهي الحي، وحينما نعرفه ونفهم قصد الله نبدأ السير فيه ونعي ما صنع ربنا يسوع لنا فنستفيد من ذبيحته ولا تكون لنا معلومة وفكره، إنما قوة حياة نحياها ونتعايش فيها كمسيحيين حقيقيين، فنفرح بالخلاص الثمين العظيم الذي صنعه لنا ليكون لنا شركة معه في حياة أبدية لا تزول، لأن كيف لأي شخص أن يسير في طريق وهو لا يعرف كيفية الوصول إليه، أو أنه رأى الطريق من بعيد وأُعجب به ولم يدخله أو يضع قدمه على أوله ليبدأ أن يدخل فيه ويسير لنهايته!!!
========================
  رد مع اقتباس