الموضوع
:
دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
عرض مشاركة واحدة
21 - 05 - 2020, 08:44 PM
رقم المشاركة : (
4
)
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,381,718
رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
عموماً مُلَّخص معنى الذبائح كالآتي (كما جاء في القاموس اللاهوتي الألماني لكيتل):
v
الذبيحة هي استحداث وَضع، من خلاله يُمكن أن يُستعلن الله نفسه بقصد تنظيم علاقة بينه وبين شعبه. فبواسطة نظام الذبائح – في العهد القديم – أراد الله أن يكون له علاقة وتعامل شخصي مع شعبه. وأول مثل لذلك – كما رأينا سابقاً – ما جاء في بداية تعامل الله مع إبراهيم أب الآباء: [فآمن بالرب فحسبه له براً. وقال له أنا الرب أخرجك من أور الكلدانيين ليعطيك هذه الأرض لترثها. فقال أيها السيد الرب بماذا أعلم أني أرثها. فقال له خُذ لي عجلة ثلاثية وعنزة ثلاثية وكبشاً ثلاثياً ويمامة وحمامه. فأخذ هذه كلها وشقها من الوسط وجعل شق كل واحد مقابل صاحبه.. ولما صارت الشمس إلى المغيب وقع على إبرام ثبات وإذا رعبه مظلمة عظيمة واقعة عليه.. في ذلك اليوم
قطع الرب مع إبرام ميثاقاً
]
[15]
كذلك حينما أراد الله أن يُجرب إبراهيم في محبته وطاعته لله أكثر من كل شيء آخر طلب منه أن يقدم ابنه وحيده الذي يحبه وقبل فيه المواعيد ذبيحة، فأطاع ولم يتردد، ومنعه الله في آخر لحظة والسكين على رقبة ابنه، وأعدَّ له كبشاً للذبيحة عوضاً عن ابنه.
وفي هذا كان الله يُعبَّر أعظم تعبير – من خلال ابراهيم – عن أن الذبيحة لله هي في عينيه أقوى تعبير عن الحب والطاعة اللذين ارتبط بهما الإنسان بالله، ورد فعل الذبيحة بهذا الشكل هو رد الله على إبراهيم بعد تقديم ابنه بمحبة لله وطاعة منقطعة النظير:
+
[بذاتي أقسمت يقول الرب، إني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تُمسك ابنك وحيدك أباركك مباركة.. ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض]
[16]
وإذا أضفنا على شكل هذه الذبيحة الأشكال الأخرى التي وردت في الناموس، نستطيع القول إن الذبيحة دائماً ما تُعبَّر عن حضور الله ومعه نعمته وبره.
وإذا كان الأنبياء في أواخر الأيام – في العهد القديم – بدئوا يعلنون رفض الله لذبائح شعب إسرائيل، وكذلك المزامير – كما رأينا وشرحنا سابقاً – فلم تكن المعارضة على الذبائح في حد ذاتها، ولا حتى على الطقس بكل ما جاء فيه، ولكن لأن الشعب بكهنته
أهملوا
القصد الأساسي من الذبائح التي قامت عليه روحياً، وهو الوجود في حضرة الله لتكوين علاقة روحية حقيقية تنمو مع الأيام، مع التواضع والتقوى والإيمان والمحبة التي هي روح الطقس الذبائحي ومحوره كله، والتي كانت هي – بحد ذاتها – الذبائح الحقيقية. وهكذا حلَّت التقدمات المادية والشكلية عوض العلاقة الشخصية الروحية والتسبيح والشكر للخلاص في حضرة الله بالقداسة. وهذا كان بالنص، محور تبكيت الأنبياء والمزامير:
+
أسمـــع
يا شعبي فأتكلم يا إسرائيل فأشهد عليك. الله إلهك أنا (إني أنا الله إلهك)،
لا على ذبائحـك أوبخـك
، فأن محرقاتك هي دائمــاً قدامي.. هل آكل لحـــم الثيـــران أو أشـــرب دم التيوس؛ أذبـــــح لله حمـــداً وأوفِ العلي نذورك، وادعني في يوم الضيق أُنقـــذك فتُمجدني
[17]
؛ إني أُريد رحمة لا ذبيحة، ومعرفة الله أكثر من محرقات (وهو تحول باطني صادق = ذبيحة حقيقية مقبولة وليس أدق من موقف أب الآباء إبراهيم للتعبير عنها)]
[18]
؛ بذبيحة وتقدمة لم تُسرّ (لم تشأ)، أُذنيَّ فتحت، محرقة وذبيحة خطية لم تطلب. حينئذٍ قلت هانذا جئت بدرج الكتاب مكتوب عني. أن
أفعل مشيئتك
يا إلهي سُررت (أعمل بمشيئتك يا الله، شريعتك في صميم أحشائي)]
[19]
عموماً طلب الله للعلاقة الروحية والحياة حسب الوصية بتقوى ومحبة كاملة له لم يكن يتعارض مع الذبائح. ولكن بسبب التوقف عن القصد الأساسي من هذه الذبائح رفضها الله تماماً، لأن الله لا يرضى بشكل أو مظهر خارجي، لأنه لا يتعامل مع المرائي أو من له صورة التقوى وينكر قوتها:
+
[ومتى صليت فلا تكن
كالمرائين
فإنهم يحبون أن يُصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس، الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم] [20]
+
[
يعترفون بأنهم يعرفون الله ولكنهم بالأعمال ينكرونه
إذ هم رجسون غير طائعين ومن جهة كل عمل صالح مرفوضون] [21]
+
[واكتب إلى ملاك الكنيسة التي في ساردس هذا يقوله الذي له سبعة (الكمال) أرواح الله والسبعة الكواكب أنا عارف أعمالك أن لك اسماً إنك حي وأنت ميت] [22]
=====================
[1] (متى 5: 23 – 24)
[2] (مرقس 12: 13)
[3] (عبرانيين 9: 9)
[4] (عبرانيين 9: 12)
[5] (عبرانيين 10: 4)
[6] (عبرانيين 9: 13و 14)
[7] (1بطرس 1: 2)
[8] (عبرانيين 10: 19)
[9] (1يوحنا 1: 7)
[10] (خروج 30: 22 – 33)
[11] (لاويين 11: 44و 45)
[12] (يشوع 3: 5)
[13] (يشوع 7: 13)
[14] (1صموئيل 16: 5)
[15]
(تكوين 15: 6 – 10 و12 و18)
[16] (تكوين 22: 16 – 18)
[17] (أنظر مزمور 50: 7 و15)
[18] (هوشع 6: 6)
[19] (مزمور 40: 6 – 8)
[20] (متى 6: 5)
[21] (تيطس 1: 16)
[22] (رؤيا 3: 1)
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem