21 - 05 - 2020, 08:44 PM
|
رقم المشاركة : ( 42 )
|
† Admin Woman †
|
رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
ثانياً العهــــــــــــدالجديد (1) استمرار وتفوق
نجد في العهد الجديد استمرار وتفوق من ناحية الكمال،
فعوض ما كانت تمثله الذبيحة كرمز، أصبحت تنطبق على المرموز إليه تمام الانطباق بل وتتفوق عليها جداً، لأنها تحققت في كمال اتساعها وحققت وحدتها بعد ما كانت منفصلة غير متصلة، إذ كانت كل ذبيحة منفردة ومرتبطة بأخرى ولكنها لم تكن واحدة في تقديمها، وعموماُ – كما أوضحنا في العهد القديم – نجد أن شخص ربنا يسوع يرجع إلى الفكرة النبوية عن أولوية النفس على الطقس بالرغم من أهميته كما ذكرنا سابقاً: [فأن قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك فاترك هُناك قُربانك قُدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذٍ تعالى وقدم قُربانك] [1]
ويتضح هذا ويظهر بقوة بالنسبة لعلاقتنا معه وبالتالي مع القريب: [ومحبته (الله) من كل القلب ومن كل الفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة، ومحبة القريب كالنفس هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح] [2]
وبرجوعه للمفهوم الباطني الذي شُرح في العهد القديم لتوضيح الديانة الباطنية من القلب، يعدّ الأذهان لتفهم معنى ذبيحته الخاصة أي ذبيحة نفسه التي تفوقت على ذبائح العهد القديم كلها.
فنجد أنه من عهد لعهد يقوم استمرار وتفوق، فالاستمرار يبدو في انطباق عناصر الذبيحة – في العهد القديم – على موت المسيح له المجد في العهد الجديد، والتفوق يظهر بفضل طابع الأصالة المطلقة في تقدمة يسوع المسيح الله اللوغوس المتجسد:
+ [الذي هو رمز للوقت الحاضر الذي فيه تُقدَّم قرابين وذبائح لا يُمكن (مستحيل) من جهة الضمير أن تُكمل الذي يخدم (تجعله كامل)] [3]؛ [وليس بـدم تيوس وعجـول بل بـدم نفســه دخل مـــرة واحــدة إلى الأقداس فوجــد فـــداءً أبديـــاً][4]؛ [لأنه لا يمكن (مستحيل) أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا] [5]؛ [لأنه أن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلى طهارة الجسد، فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي] [6]
والواقع أن هذا التفوق والتميز يُدخل في العالم حقيقة جديدة في ملئ جوهرها وطبعها الإلهي، وهي حقيقة الفداء والخلاص الأبدي الذي صُنع بدم عهداً جديداً، دم ابن الله الذي يطهر النفس والضمير والقلب، طُهراً كاملاً أبدياً يفوق كل حدود إمكانيات البشر وفكرهم الخاص: [في تقديـــس الــروح للطاعـــة ورش دم يســـوع المسيـــح لتكثـــر لكم النعمـــة والسلام] [7]؛ [ فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع ] [8]؛ [أن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية ] [9]
=========================
|
|
|
|