
06 - 12 - 2019, 05:46 PM
|
|
|
..::| الإدارة العامة |::..
|
|
|
|
|
|

سارت مريم في طريق الصليب بخُطوات هادئة من شدَّة التعب،
تُغطي وجهها الذابل من الحزن،
وكانت تتفرّس في ابنها وهى متوجِّعة القلب
، لقد بلغها سيف الألم كما قال لها سمعان الشيخ يوم ميلاد يسوع:
" وَأَنْتِ أَيْضا يَجُوزُ في نَفْسِكِ سَيْفٌ " (لو2: 35)،
عَبَرَ الحزن في نفس الأُم الطاهرة على وحيدها،
ولم تقدر أن تتقدّم إليه عندما كانوا يستهزئون به،
فصرخت في قلبها ولم تفتح فاها لئلا يسمع أحد رعد ألمها.
. لقد عجزت الأم أن تُخفف آلام ابنها،
فما وصل إليه من الإنكار يؤلمها كما يؤلمه،
وما احتمله من عذابات حملته في قلبها!
لقد كانت عيناها عالقتين به لا تتحوَّلان عنه
، وعيناه الداميتان لا تتحوَّلان عنها، لم يتكلَّما معاً!
ولكن كم من أشياء تخاطب بها قلباهما الحزين في ذلك اللقاء؟!
ويبقى السؤال: كيف احتملت الحمامة الوديعة
أن ترى ابنها الوحيد متألِّماً؟!
لابد أنَّها كانت تعرف أنَّ في عذابه وموته حياة للبشر!
|