[walaa farouk]

خرج ثلاثتهم بعد صلاة الغروب، لقضاء خلوتهم أمام أشعة الشمس الراحلة...
.ليتذكروا غروب حياتهم ويرسلوا مع الشمس صلواتهم وتوبتهم....
وقبل أن يفترقوا، شاهدوا راهب من بعيد...يبدو أنه خرج من الدير المجاور!!
فصاح الأول : لعله اشتاق لثراؤه الذي باع....ونادم على شبابه ...
فذهب ليكمل مشوار الغنى...منفضاً عنه ثوب الفقر الذي اختار!
بينما اعترضه الثاني: لا..بل اشتعلت فيه شهوته... وعليه ثار جسده...
فهرب من نير البتولية.. ليتمّم مشورة جسده.. ويلبّي نداء غريزته!!
وانتظرا ثالثهما ليبدي استنتاجه لحال الراهب الهائم على وجهه....
فقاطعهما صوته إني لم أصل بعد لقامة هذا الأب الفاضل ..
.الذي لم يكتفي بالحياة مع الله داخل أسوار الدير...
بل أطلق العنان لجسده كما لروحه ليعيش مع الله في التصاق دائم وتوحد كامل.

الحقيقة، إن ظهور الراهب
كشف عن مكنونات قلب الثلاثة...
كل منهم أسقط عليه ما يكبته أو يفكر فيه!!
فالإسقاط هو أحد الحيل الدفاعية النفسية
بها ينسب الشخص الى غيره من الناس ضعفاته غير المقبولة
ويعزو إليهم رغباته السيئة وعيوبه ويلحق بهم أفكاره التي تسبب له الألم وتثير لديه مشاعر الذنب.
كم أسقطنا عيوبنا على الآخرين...واتهمنا البعض بسلبيات كانت -أصلاً- بداخلنا!
وكم ألقينا اللوم على الله لمحصولٍ نحن الذين بذرنا بذاره!

يقول القديس اسحق السرياني :
" الذي يبصر خطاياه أفضل من الذي يقيم ميت"
قال ذلك لأن الذي يبصر خطاياه داخله
ولا يُسقطها على الآخر
يقيم نفسه من موت الخطية..!!