[walaa farouk]

الحياة العائلية, المرحلة الأساسية, المرحلة العمرية, ثقافة, رضيع, رياض الأطفال
كيف أتعامل مع أسئلة طفلي الصعبة
في كثير من الأحيان تكون أسئلة أطفالنا صادمة لنا، نقف لوهلة
لا نعرف ما نوع الإجابة التي يجب علينا الرد بها، هل نقول لهم أنهم سيفهمون عندما يكبرون؟
أم يجب أن يكون ردّنا واضحًا؟ أم توجد طرق أخرى للتعامل مع هذه الحالات؟

يسأل أولادنا الأسئلة الكبرى عادة في الوقت الذي لا نتوقعه،
عندما نكون متعبين، منهكين، جائعين، مشغولين، متأخرين على موعد العمل
… فجأة يأتي الطفل ليسألنا، مثلاً يقول: “لماذا نشيخ؟!!!!”…..

بعد يومين من تشييع الجنازة، وبينما ما زالت دموعنا تتساقط قد يسأل الطفل:
“أين جدي الآن؟”، وفجأة وبلا مقدّمات قد يسأل: “هل تكره أحداً؟”
أو بينما نحن نقودهم ليناموا يسألوننا: “لماذا لا نستطيع ان نرى الله؟”،
أو “ما سبب عدم وجودي معكم يوم الزفاف؟” أو “مِن أين أتيت أنا؟”
أو “كيف يرانا الله ولماذا نحن لا نراه” أو “كيف صعد جدّي إلى السماء” إلى
“لماذا لا تملك البنات عضوًا مثل الذكور”….

معظم الآباء تكون أجوبتهم: (لا أعلم، أو ستعرف عندما تكبر، أو يكون الجواب غير منطقي…)
، لكن الطفل يحتاج لإجابات حقيقية، لا مجرد كلمات سريعة لإسكاته
، وهذا يدل على رغبته في معرفة ما يدور حوله.
معظم أسئلته تكون ناجمة عن حب الاستطلاع أو الرغبة في إثبات الذات ولفت الانتباه.
فعندما نقول له إن جدّه مسافر بينما هو في الواقع قد مات،
هذا يخلق له مشاكل وعدم ثقة بنا في المستقبل،
فهو بحاجة لإجابات صادقة تساعده على بناء إطار من المعتقدات والمبادئ
تكون بمثابة المرشد له تقوده طوال حياته، وعندما يسأل الطفل من أين أتيت أنا،
يمكننا أن نخبره أنه أتى نتيجة علاقة الحب بين أبويه فهو ثمرة حبهما لبعض.



وفي حال عدم معرفتنا الإجابة الصحيحة يفضّل أن لا تكون أجوبتنا دبلوماسية
لأن الطفل سيعتبرها كذبًا، بل الاعتراف بعدم معرفتنا،
وأننا سنبحث عن الإجابة الصحيحة.

كآباء، يجب أن يكون حديثنا مع أطفالنا مناسبًا لأعمارهم وتدريجيًا حتى يستطيع الطفل استيعاب الفكرة،
واستخدام العبارات السليمة والأقرب إلى الحقيقة،
وبأبسط شكل ممكن، وأن تكون المناقشة قائمة على الصدق والصراحة
. وعلينا أن نعلّمهم كيف يختاروا الاختيارات الحكيمة،
وبالتالي نكون المرجع الموثوق لهم بالمعلومات والتوجيه والدعم،
وهذا هو الخيار الصحيح والمناسب.