وأخذ الشيخ الإناء واقترب من القلاية على مهل ووضعه عند الباب فسمع القدّيس وقع قدميه فناداه من الداخل ماذا يريد، فاضطرب الشيخ وأجاب: "لا شيء البتة. فقط جئت أرى ما إذا كنت تريد مني شيئاً". قال هذا وعاد إلى الوراء. ثم في صباح اليوم التالي، عاد والد الصبية ليأخذ الإناء فتردّد الشيخ قليلاً ثم تقدّم بخطى بطيئة صوب القلاية. وما أن مدّ يده ليأخذ الإناء حتى سأله مرقيانوس مجدداً عما يريد، ولما أجابه كمثل الليلة السابقة غضب وقال له أن يقول الحقيقة، فأخبره الشيخ مرغماً قصة الرجل الشريف والابنة وإناء الزيت فوبّخه وأمره أن يعيد الإناء إلى صاحبه ويصرفه. وإن الشيطان في اللحظة التي تفوه فيه القدّيس بهذه الكلمات، خرج من الصبية فعادت سليمة معافاة، وقد شهد والدها بذلك فيما بعد.