عرض مشاركة واحدة
قديم 27 - 02 - 2019, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر مزامير سليمان الابكريفي المنحول

اهمية السفر
أ - الأهميّة التاريخيّة
تُقدّم المزامير نظرة إلى الصراع الداخليّ والاجتياح الخارجي اللذين عرفتهما أرضُ يهودا في منتصف القرن الأول ق.م. هي تُقدّم في لغة مكتومة وسرّية ما أحسّت به مجموعة من اليهود الأتقياء، العائشين في أورشليم: بلبلتهم أحداثٌ قريبةُ العهد، هي اجتياحُ المنطقة واحتلالُها، وفسادُ الحكام على المستوى السياسيّ والدينيّ. ونتج عن محاولتهم مصالحةُ اللاهوت مع الواقع. أمّا الجواب الواحد على هذه الأزمة، فالمسيحانيّة الجليانيّة. لم يكن أعضاءُ هذه الجماعة من المسالمين على المستوى السياسيّ. وإن هم هدأوا الآن، فلأن الفرصة لم تسمح لهم بالقيام بأي نشاط (12: 5). تفوّهوا بالشتائم على أعوانهم (4: 1- 5؛ 6: 14- 20)، وانتظروا الانتقام حين تعود إليهم قوّتُهم في حكم «المسيح» (12: 6؛ 17: 22- 25). غير أنهم ترجّوا رجاء لاواقعياً أن يستولوا على السلطة السياسيّة، فتقبّلوا الصعوبات الحاضرة على أنها عقاب من الله (14: 1؛ 16: 10). وقد وثقوا أن الأمور سوف تتبدّل، إن لم يكن في الدهر الحاضر، فبكل تأكيد في الدهر الآتي (2: 34- 35). دخلوا في عهد قمران، فقبلوا بوضعهم الحاضر، وتطلّعوا إلى هزيمة أعدائهم في النهاية.
نمتلك أكثر من سمة عن هذه المجموعة العائشة في المدينة. فبعض الاتّهامات الموجّهة ضدّ أعدائهم، تنطبق على عدد من الأزمنة والأوضاع (الجشع، الزنى). وهناك اتّهامات واضحة وخاصة، كالملكيّة اللاشرعيّة، ووضع اليد، بدون حقّ، على القرابين المقدّسة (1: 8؛ 2: 3؛ 8: 11- 12، 22). ويتشكّى الأتقياء من علمنة (غاب الدين) النظام الذي يمتلك السلطة، من جشع السلطة الدينيّة، وعدم الاهتمام بالشريعة الدينيّة والمدنيّة، وتمازج الأمّة اليهوديّة مع أمم العالم. لهذا السبب كان الاجتياح الذي قام به هذا الغريبُ الذي اسمه بومبيوس والرومان.
ونتيجة ذلك، احتفظت مزسل بانتظار مسيحانيّ دقيق في القرن السابق للمسيحيّة. فلقبُ «مسيح» الذي يعود بشكل عام إلى ملك أو كاهن عُيِّن بشكل شرعيّ، والذي صار في العالم اليهوديّ المتأخّر مناخاً مؤاتياً لجميع الذين لم تتحقّق رغباتُهم المثاليّة في الزمن الحاضر، سيطر على هذه المزامير التي صوّرت شخص المسيح، ورسمت طابعَ حكمه في الدهر الآتي. ففي مزسل نجد أفكاراً حول المسيح لا نجدها في أيّ كتاب يهوديّ آخر. يتماهى المسيحُ هنا مع ابن داود، الذي سيأتي ليقيم ملكوتَ الله الأبديّ. ومع أنه ليس فائقَ الطبيعة، فهو (مع الأتقياء الذين يملك عليهم) يكون بلا خطيئة، ويحكم بكل الصفات القديمة في أسمى ارتفاعها: الحكمة، العدل، الرحمة، القوّة. وسيُعيد تقسيمَ القبائل كما في الماضي، وطرقَ البرّ والأمانة بحسب الطرق القديمة كما في زمن البريّة، بحيث يُعيد شتاتَ اسرائيل إلى وطنٍ تطهّر من كلِّ نجاسة. وتأتي الأممُ فتقدّم خضوعَها لأورشليم ولملكها. وفي النهاية، ترتبط هذه المزاميرُ بما سيقوله انجيل لوقا عن يسوع الذي هو «المسيح الربّ» (21: 1)، وبما يتوسّع فيه العهد الجديد من أجل كلام عن الكرستولوجيا، عن شخص يسوع المسيح.
  رد مع اقتباس