عرض مشاركة واحدة
قديم 08 - 01 - 2019, 03:18 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي

فهنا – في هذا المزمور – بسبب رضا الله على الإنسان أعطاه التطويب [بركة خاصة] = سلام عميق يدوم، يشع راحة داخلية ثابتة، تولِّد فرح ومسرة خاصة في النفس مع لذه لا تنقطع، تزداد باستمرار بلا توقف، فلو أحببنا أن نبدل الكلمة في الترجمة، نبدلها بكلمة "المبارك الممسوح من الله"، لأن هنا المعنى يُشير إلى [رَضِيَّ وبارك وأيِّدَ ولذلك مُسِحَ مسحة مقدسة كفعل عمل إلهي]، وبالطبع واضح أن الله وحده (بشكل منفرد) هو صاحب البركة ومُعطيها، فيُمكننا القول (مبارك من الله الرجل، أو البركة والرضا والتأييد والمسحة الملوكية للرجل الذي لم يسلك في طريق الخطاة)
عموماً هذا المزمور المُقدَّم للأتقياء، يُعرفنا بدقة طريق البركة ورضا الله العملي والدخول في سرّ السعادة بسبب الراحة الإلهية والسلام العميق، أي لو هناك من يُريد أن يحصل على الرضا الإلهي وينال بركة الله الخاصة (أي التطويب) عليه أن يعيش ويحيا بهذه الطريقة بكل دقة، لأن البركة والرضا للرجل، أي رجل الإيمان الصالح، لأنه لا يسلك في طريق الخطاة.. وباقي المزمور يوضح المعنى كما سوف نرى في الشرح.
لذلك لو أحببنا أن نضع عنواناً للمزمور فيُمكننا أن نُسميه "طريق البركة والرضا أي التطويب"، لأن البركة ليست مجرد كلمة عادية، ولا تُعطى بشكل ساذج عام سطحي، وليست أيضاً للجميع، لأنها هنا تختص بالتطويب بشكل مسحة، وليس بمجرد عطايا مادية، لكنها هبة نعمة خاصة من الله الحي للإنسان، نعمة ذات سلطان، بطبيعتها ثابتة، تولِّد السعادة باستمرار وازدياد، لأن أساسها الرضا الإلهي، وهي تأتي للإنسان الذي دخل في سرّ حياة التجديد المستمر، وبدأ يحيا بالإيمان الحي الفاعل أي العامل بالمحبة، وفعل هذا الإيمان يجعله يحيا عملياً وفق كلمات هذا المزمور الهام للغاية، ومن هُنا ندرك لماذا وضع هذا المزمور في بداية كتاب المزامير، والذي يُعتبر سرّ الدخول لكلمة الله بشكل عام، لذلك فهو يضع الطريق الشرعي السليم لفهم ومعرفة كلمة الله، لأنه لن يستطيع أحد (مهما من كان هوَّ) أن يستوعب غنى مجد أسرار كلمة الله الحية وينال قوتها، إلا بهذا الطريق الواضح في هذا المزمور، بل ولن تكون فعاله فيه إلا بهذه الطريقة، لأن هذا هو الطريق الملوكي للأتقياء محبي الله الحي الذين يعيشون في رضاه، والطريق الصحيح لفهم كلمة الله ومعرفة مجد أسرارها المُحيية الخفية المستتر في باطنها.
  رد مع اقتباس