[Mary Naeem]

احذر الوهم والقلق




الوهم والقلق ألد أعداء الإنسان. تقول إحصائية: إن عدد الشباب الأمريكي الذين ماتوا أثناء الحرب العالمية الثانية بلغ 300000 ثلاثمائة ألف قتيل، في حين أن عدد المواطنين الأمريكيين الذين ماتوا بنوبات قلبية بسبب القلق والخوف والرعب على أولادهم وأزواجهم الذين أُرسلوا إلى جبهة القتال بلغ نحو مليون مواطن، أي أن الخوف والقلق قتل أكثر من ثلاثة أمثال الذين قتلهم رصاص الحرب!
واليوم الوهم والقلق هو مرض العصر، فالناس تمشي بالمهدئات والمسكنات، وطار النوم من عيونهم.
قال أحد الأطباء النفسيين: إن 85% من مرضاي لا يحتاجون إلى دواء، بل إلى تغيير مواقفهم الفكرية والروحية.
إن حجم مخاوفك بحجم المسافة التي بينك وبين الله .كلما يطاردك الخوف تذكر أن الله أبوك، وتذكر وعوده "لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك. أنت لي. إذا اجتزت في المياه فأنا معك وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تلدغ واللهيب لا يحرقك" (إش43: 1و2).
إن أول كلمة في الصلاة الربانية "أبانا" تحررنا من كل خوف وقلق، فمن يدير دفة الأحداث، ويقود التاريخ، ويمسك بزمام الأمور هو أبي، لذلك قال أحد القديسين قديماً: "أنا لا أعلم ما يخفيه المستقبل لي ولكني أعلم من في يده المستقبل".
ويقول المرنم: " الرب نـوري وخلاصي ممن أخـاف. الرب حصن حياتي ممن أرتعب" (مز27: 1).
أرجوك لا تدع الوهم يدمر حياتك، وثق أن حاضرك ومستقبلك في يد أعظم وأروع وأحن وأحكم أب، فاطمئن واهدأ واستمتع بعلاقة حميمة مع إلهك ودع من حولك يرون سلامك وإيمانك.