8. وهكذا إذ ضيق أنطونيوس الخناق علي نفسة ارتحل إلى المقابر التي تصادف أن كانت على بعد من القرية. وإذ طلب إلى أحد معارفه أن يحضر لـه خبزاً فى فترات متعاقبة. تعد كل فترة بأيام كثيرة، دخل إلى مغارة، وبقى فيها وحيداً بعد أن أغلق عليه صديقه الباب، وعندما لم يحتمل العدو هذا، بل بالحرى فزع لان أنطونيوس ملأ البرية بنسكه فى فترة وجيزة أتاه فى إحدى الليالي مع جمع من الشياطين ومزقه بجلدات حتى ألقاه على الأرض فاقد النطق بسبب الألم المبرح. لأنه أكد أن الآلام كانت شديدة الوطأة جدا لدرجة أن ضربات أي إنسان لم يكن ممكنا أن تسبب له تلك الآلام.
ولكنه بعناية إلهية ـ لأن الرب لا يتخل عمن يرجونه ـ أتى صديقه فى اليوم التالي حاملاً إليه الأرغفة. وإذ فتح الباب ورآه ملقى على الأرض وكأنه ميت رفعه وحمله إلى الكنيسة فى القرية، وأضجعه على الأرض. والتف حول أنطونيوس الكثيرين من أقاربه وأهل القرية كأنهم قد التفوا حول جثة.
ولكنه نحو نصف الليل أفاق إلى نفسه وقام، وعندما رآهم جميعا نياماً ورأى أن صديقه وحده هو الساهر معه أومأ إليه أن يحمله ثانية إلى القبور دون أيقاظ أحد.