فالإنسان ظل محروماً من رؤية النور البهي الذي كان يراه آدم – طبيعياً ببساطة – قبل السقوط، وظل تحت تحفظ الموت للدينونة، لذلك الرب أتى ليتمم الدينونة فعلياً بالصليب، فحقاً قد أُفرغت الدينونة تماماً وبكاملها ولم يعد لها أي وجود في الذين يؤمنون بمسيح القيامة والحياة، لكنها مشروطة من جهة السلوك نفسه (كنتيجة)، لأنه ألحق الكلام بفعل السلوك حسب الروح وليس حسب الجسد، فلماذا هذا الكلام وهذا الشرط، لأنه أعلن عن السرّ وأوضحه في نفس ذات الإصحاح أن المسيح الرب دان الخطية في الجسد: لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ (رومية 8: 3)، وطالما دان الخطية في الجسد وأعطانا طبيعة جديدة لا يسود عليها موت، إذاً الجسد ميت من جهة أعمال الظلمة المؤدية للدينونة، لأنه مكتوب: وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ (رومية 8: 10)